الكرك- وقّع الباحث الأكاديمي الدكتور بسّام البطوش في بلدة الطيبة بلواء المزار الجنوبي بمحافظة الكرك، كتابه بعنوان "الطيبة - الكرك. الأرض والإنسان: دراسة تاريخية أنثروبولوجية". وتضمن الحفل قراءات نقدية وشهادات إبداعية، أشاد فيها عدد من المتحدثين بجهد الباحث وحرفيته، ووفائه لبلدته الطيبة وأهلها. الكتاب صدر ضمن "مدن الثقافة الأردنية"، وسلسلة فكر ومعرفة التي تصدرها وزارة الثقافة الأردنية. ويقول المؤلف إنه في مطلع عام 2024م أعلنت وزارة الثقافة عن اختيار "لواء المزار الجنوبي"، لواء للثقافة لهذا العام، وفتحت الباب لتقديم المشاريع الثقافية بهذه المناسبة، فعزمت على إنجاز مشروعي المؤجل منذ سنوات حول كتابة تاريخ "الطيبة، بوصفه أحد مشروعات المزار الجنوبي لواء للثقافة الأردنية لعام 2024م. ويشير البطوش إلى أن الكتاب "الطيبة- الكرك.. الأرض والإنسان (دراسة تاريخية أنثروبولوجية)"، يتحدث عن الجغرافية، والطبيعة، والسكان، والتاريخ، والثقافة والتعليم، والسياسة، والحياة الاجتماعية والاقتصادية وقد حاول فهم عبقرية المكان والإنسان، ومتابعة قصة الحياة في هذه البيئة الحيوية الغنية والمتنوعة وما شهدته من أحداث ووقائع صنعها الإنسان. ويقول المؤلف إن هذه الدراسة تهدف إلى التطلع إلى المستقبل أكثر من النظر إلى الماضي، وإبراز ما أنجزه الإنسان على هذه الأرض، والتفاعل بين الإنسان والمكان. وقد تحدث في كتابه الذي جاء في ستة فصول، حيث تحدث الأول عن الجغرافية التاريخية، والموقع والطبيعة والجغرافيا والمناخ، والتنوع البيئي والحيوي، وعناصر الطبيعة ومكوناتها، من جبال وأودية وسيول جارية، ومصادر المياه، والأحواض الزراعية، وأثر المكان في الإنسان، وفي تشكيل تاريخ المنطقة. فيما خصص الفصل الثاني من هذه الدراسة، لدراسة تاريخ الطيبة منذ العصور القديمة، مروراً بالعصور الإسلامية، وصولاً إلى التاريخ الحديث وأنهيت هذا الفصل بالتوقف عند نهاية الحكم العثماني لبلادنا. وقد اعتمد في دراسة تاريخ الطيبة على المصادر الأركيولوجية التاريخية المتوفرة، وهي شحيحة للأسف، فعلى كثرة المواقع الأثرية في الطيبة، إلا أنها لم تنل نصيبها من التنقيب والدراسة والبحث العلمي، و"أفدت بحذر مما دوّنه الرحالة الأجانب الذين زاروا الطيبة، فقد أسعفتني هذه المصادر الأولية في التعرف على الملامح العامّة للحياة في المنطقة، في ظل غياب المصادر المحلية". كما تناول الفصل دراسة حول التحولات السياسية والاجتماعية التي عرفتها المنطقة في ظل الحكم العثماني الممتد، والحكم المصري القصير، ومشاركة أهالي الطيبة في ثورة الكرك 1910-1911، مواقفهم ومشاركاتهم وأحوالهم في زمن الثورة العربية الكبرى، والمملكة العربية السورية والحكومة المؤابية. أما الفصل الثالث فقد ناقش فيه الأنشطة السياسية والإدارية والاجتماعية في الطيبة في عهد الإمارة والمملكة الأردنية الهاشمية، واستعرض التركيبة الديموغرافية للطيبة، وحلل ما توفر من معلومات إحصائية حول السكان والمساكن في الطيبة وناقش التركيبة الاجتماعية للطيبة من حيث التكوين التاريخي لقبيلة البطوش في الطيبة، وتفرعاتها وامتداداتها خارج الطيبة، وصلات النسب والقربى التي تربطها بالبطوش في عجلون، والزرقاء، والطبيشات في إربد، وبني حمد وبني ارشيد في الكورة، والشياب والعثامنة في الصريح، والمرازيق والمزيد في جرش والسلط والبرور في أم جوزة/ السلط، والبدادوة في القدس وعمان، وعشائر القيسية في دورا الخليل، وآل البطش في غزة، كما عرض في هذا الفصل معلومات عن بعض العائلات التي سكنت الطيبة، وشكلت جزءاً من تكوينها الاجتماعي والديموغرافي. وأنشطته