عمان - مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، المقرر يوم 20 الشهر الحالي؛ تدخل مفاوضات تبادل الأسرى غير المباشرة بين الاحتلال وحركة حماس مرحلة الحسم، في ظل كثافة تحركات الوسطاء الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق قريب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ويعمل الوسطاء على تسريع المفاوضات بهدف إتمام الاتفاق قبل تنصيب الرئيس ترامب، بما يشمل ذلك حل العقبات التي تعترض مسارها، في ظل إصرار رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على إبقاء السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال القطاع دون تفتيشهم عبر ممر نتساريم. من جانبه؛ كشف رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، قدورة فارس، عن المرحلة الأولى من الصفقة الإنسانية المرتقبة لتبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال، والتي ستشمل الإفراج عن 25 أسيرا للاحتلال في قطاع غزة. في المقابل، سيتم الإفراج عن 48 أسيرا فلسطينيا من محرري صفقة شاليط (عام 2011) وإعادتهم إلى منازلهم، بالإضافة إلى 200 أسير فلسطيني محكوم عليهم بالمؤبد، وألف أسير آخر، بينهم جميع الأطفال والنساء والمرضى في سجون الاحتلال. وقال فارس، في تصريح له أمس، إن التقديرات تشير إلى الإفراج عن أكثر من 3000 أسير فلسطيني خلال المرحلة الأولى من الصفقة بعد إضافة 9 أسرى من جنود الاحتلال. وأفاد بأن الأسرى سيعودون إلى منازلهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة، باستثناء الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبد، الذين سيُبعدون خارج الوطن المُحتل، معتبرا أن هذا الخيار قد يكون اضطراريا وحكيما لتجنب تهديدات الاحتلال باغتيال الأسرى المحررين. وأشار فارس إلى أن الاحتلال الصهيوني أصر على زيادة عدد أسراه المُفرج عنهم في المرحلة الأولى بإضافة تسعة آخرين، بينهم جنود جرحى، مقابل ثمن إضافي يتم التفاوض عليه حاليا، ويتضمن تحرير المزيد من أسرى المؤبدات. وما يزال الاحتلال يصر، وفق قدورة، على رفضه الإفراج عن عدد من رموز وقيادات الأسرى في المرحلة الأولى من الصفقة المتوقعة، مبينا أن الصفقة الإنسانية لن تشمل الأسرى من قطاع غزة الذين اعتقلوا بعد 7 تشرين أول (أكتوبر) 2023، ولكنه يرجح عدم بقاء أي أحد من أسرى غزة في سجون الاحتلال عند الوصول إلى المرحلة النهائية من الاتفاق المتوقع. ويشار إلى أن أجهزة الاستخبارات لدى جيش الاحتلال تقدر عدد أسراهم الأحياء لدى المقاومة الفلسطينية في غزة بما يتراوح بين 45 - 51 أسيرا، بينهم 15 عسكريا برتب مختلفة، بخلاف المجندات الخمس الذين ستشملهم المرحلة الأولى من الاتفاق. إلى ذلك، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، الصادرة بالكيان المُحتل، إن ما يسمى منسق شؤون الأسرى الصهاينة، غال هيرش، سيلتقي خلال الأسبوع الحالي مسؤول الصليب الأحمر الدولي لمناقشة آلية تبادل الأسرى ودور اللجنة الدولية في عملية نقل الأسرى. وعلى مدار الأسابيع الماضية، كثف الوسطاء جهودهم لعقد لقاءات غير مباشرة بين الطرفين، مما أسفر عن تحقيق تقدم كبير في المفاوضات، وفق الأنباء الصادرة عنهم، والتي تشير إلى أن الجهود ستكثف خلال الأيام المقبلة للتوصل إلى اتفاق قبل تولي ترامب منصبه. وفي الأثناء؛ يواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 156 ألف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 11 ألف مفقود. كما تسبب الحصار المستمر في أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواجه السكان دمارا شاملا ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال وكبار السن. بينما يمر نحو 100 يوم على العدوان البري لجيش الاحتلال ضد محافظة شمال قطاع غزة، ب