جوليان ماكبرايد* - (فورين بوليسي إن فوكس) 10/1/2025
كسبت القوتان الإقليميتان؛ إسرائيل وتركيا، بشكل كبير، من تدمير المحور الذي تقوده إيران، خاصة في سورية. ومع ذلك، سيحتاج كلا البلدين إلى آلية لخفض التصعيد والحوار لتجنب نشوب صراع بينهما في المستقبل.
* * *
على خلفية هجمات "حماس" في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، هبطت العلاقات الإسرائيلية التركية إلى مستوى منخفض جديد. وأصبح كلا الحزبين الحاكمين في إسرائيل وتركيا في حالة صراع دبلوماسي لا يقتصر على الشرق الأوسط فحسب، بل يمتد إلى كامل البحر الأبيض المتوسط أيضًا.
شهدت أوائل كانون الأول (ديسمبر) 2024 سقوط نظام بشار الأسد في سورية، مما جلب تركيا وإسرائيل أقرب إلى صراع ظِل حول الهيمنة الإقليمية. وعلى الرغم من ارتفاع التوترات بين الحكومتين التركية والإسرائيلية، يبقى السؤال حول ما إذا كان يمكن التوسط لحل النزاع، أو ما إذا كان البلدان يسيران حقًا في مسار تصادمي.
إعادة ضبط إقليمي خلال حرب إسرائيل - "حماس"
في أعقاب الهجوم العنيف الذي شنته "حماس" في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، غزت إسرائيل قطاع غزة بهدف إضعاف قدرات الحركة الفلسطينية المتشددة. وكانت الحرب موضوعًا دائمًا للجدل وأنواع مختلفة من الاستقطاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي استغلتها الحكومة التركية. ويفتخر "حزب العدالة والتنمية" الحاكم، الذي يرأسه الرئيس رجب طيب أردوغان، بأيديولوجية مؤيدة للإسلاميين و"العثمانية الجديدة"، وهو ما يعزز العلاقات الوثيقة مع "حماس" وقطر.
خلال الحرب، تعرضت الحكومة التركية لانتقادات بسبب دعمها المعنوي لـ"حماس"، إلى جانب صدور تقارير متضاربة تفيد بأن بعض قادة المنظمة موجودون في تركيا. وفي الوقت نفسه، تقود تركيا الحملة لإدانة سلوك إسرائيل خلال الحرب والانضمام إلى القضية المنظورة أمام "محكمة العدل الدولية" ضد إسرائيل، وقطع العلاقات التجارية، والتهديد باتخاذ إجراءات مباشرة إذا قامت إسرائيل بغزو لبنان، وهو ما لم يتحقق أبدًا.
سقوط الأسد وخلفية التوترات في سورية
في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) 2024، شنت الجماعات المتمردة السورية بقيادة "هيئة تحرير الشام" هجومًا خاطفًا مفاجئًا ضد نظام الأسد، الذي سرعان ما تفكك جيشه وانهار من دون دعم كاف من روسيا وإيران و"حزب الله".
وقد شاركت أجهزة المخابرات التركية في الاستعدادات للهجوم، بعد أن سئمت أنقرة من عدم إجراء مفاوضات مع الأسد الذي رفض العودة الآمنة للاجئين السوريين. والآن، تحركت الحكومة الانتقالية التي تقودها "هيئة تحرير الشام" لتطبيع العلاقات مع تركيا من خلال إعادة الإعمار، والطاقة، والتعاون الدفاعي المحتمل.
من جانبها، تحركت إسرائيل على الفور للاستيلاء على جبل حرمون (الشيخ) في سورية. كما أطلق الجيش الإسرائيلي حملة قصف كبيرة ضد المعدات المتبقية للجيش السوري التي زعمت الحكومة الإسرائيلية أنها تشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا. وفي شمال سورية، يواصل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا شن عمليات ضد "قوات سورية الديمقراطية" التي تقودها القوات شبه العسكرية الكردية التي تصنفها تركيا كمنظمات إرهابية.
أدانت كل من إسرائيل وتركيا بعضهما بعضا بسبب عدوانهما في سورية. وتهدف الحكومة التركية إلى حل "قوات سورية الديمقراطية" وإنشاء حاجز ضد القوات الكردية في الشمال، بينما تسعى إسرائيل جاهدة إلى منع أسلحة النظام السابق من الوقوع في أيدي "هيئة تحرير الشام"، بالإضافة إلى إنشاء منطقة عازلة جديدة في الجنوب.
يمكن أن تصب