عمان– إنشاء مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل خطوة ريادية تعكس التزام الأردن بالتقدم التكنولوجي والتطوير المستدام، للوصول إلى مجتمع رقمي نوعي واقتصاد قوي، وسعي لرفع تنافسية الأردن في هذا المجال الذي تتسابق له اليوم كل دول العالم. وقال خبراء إن تبني "تكنولوجيا المستقبل" لم يعد ترفا بل أصبح ضرورة، في وقت أصبحت فيه الرقمنة أداة رئيسة لبناء اقتصادات منافسة في عالم يتسارع نحو التكنولوجيا والابتكار، مع مراهنة من قبل الجميع على أن القطاعات التكنولوجية لأنها الأكثر قدرة على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والتحول من مرحلة النمو إلى مرحلة التنمية الشاملة في فضاء رقمي يضم نحو خمسة مليارات مستخدم للإنترنت منهم 11 مليونا في الأردن. وأكد الخبراء لـ"الغد" أهمية المحاور التي سيعمل عليها المجلس حال تشكيله مع ضرورة التركيز على محاور تعنى بتسريع الرقمنة وتبني أحدث التقنيات والتركيز على الشراكة بين ثلاثة قطاعات هي القطاع العام والخاص والقطاع التعليمي، مع أهمية دعم التعليم التقني والابتكار والريادة التقنية، مؤكدين أن عمل المجلس سيسهم في زيادة مساهمة القطاع التقني في الناتج المحلي المقدرة اليوم بنسبة 4 %. وكلف جلالة الملك عبدالله الثاني، أول من أمس الاثنين رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، بتشكيل ورئاسة مجلس وطني لـ"تكنولوجيا المستقبل"، وبمتابعة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد. ويهدف تشكيل المجلس إلى تعزيز مكانة الأردن كدولة متقدمة تكنولوجيّا تتمتع باقتصاد ومجتمع رقمي مزدهر، خصوصا في ظل التنافسية العالمية لتبني واستخدام التكنولوجيا الحديثة. ووفقا للرسالة الملكية، يُشكّل المجلس بعضوية من يختارهم رئيس الوزراء من أصحاب القدرة والكفاءة، على ان يضطلع هذا المجلس بتنفيذ مشاريع نوعية ذات أثر تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة وتحاكي المتطلبات المستقبلية، وأن يضع خريطة طريق واضحة مبنية على مؤشرات أداء قابلة للقياس، بالإضافة لدعم المشاريع الحالية للحكومة، بما فيها العمل على بناء القدرات الرقمية والتكنولوجية المتقدمة لدى الكوادر البشرية وتدعيم الشراكات والتعاون مع القطاع الخاص والجهات المعنية في هذا المجال. ويمكن تعريف "تكنولوجيا المستقبل" على أنها مجموعة من الابتكارات والتقنيات التي تحدث تغييرات جذرية في حياتنا اليومية وفي مختلف الصناعات، حيث تشمل هذه التقنيات الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، إنترنت الأشياء، الروبوتات المتقدمة، الدرون، البلوكشين، الميتافيرس والطابعات ثلاثية الأبعاد الشخصية والصناعية. وقال الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الأردنية "إنتاج" المهندس نضال البيطار إن تشكيل مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل هو خطوة ريادية في الاتجاه الصحيح مع التوجه في كل أنحاء العالم نحو التحول الرقمي وتبني التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وغيرها من التقنيات وتطويعها لخدمة كل القطاعات الحيوية. وأكد البيطار أن تشكيل المجلس لا بد وأنه سيعمل على تسريع عملية التحول الرقمي وتوسيع تبني التقنيات الحديثة في الأردن، مع ضرورة تبني طرق لتعزيز ابتكار الأردنيين لتقنيات جديدة أو حلول مبنية على التقنيات الموجودة. وقال إن الشركات الأردنية التقنية قادرة على تعزيز تبني وتطويع تكنولوجيا المستقبل في الأردن، مع سمعتها الطيبة وقدرتها ونجاحاتها في تنفيذ مشاريع تحول رقمي في العديد من دول المنطقة مع صادرات أردنية تقنية تصدر لحوالي 60 وجهة حول العالم. وبين البيطار ضرورة أن يعزز عمل المجلس الشراكة بين ثلاثة قطاعات رئيسة هي القطاع العام والخاص وال