الكرك- لا يجد آلاف الأطفال من طلبة المدارس بمختلف الأعمار في محافظة الكرك، مكانا مناسبا وآمنا لتفريغ طاقاتهم وقضاء أوقات فراغهم خلال العطلة الشتوية بين الفصلين الدراسيين، سوى الشوارع والأراضي الزراعية الخالية، وذلك في ظل محدودية الملاعب والأندية والمتنزهات والمراكز الصيفية الثقافية والرياضية والاجتماعية، لا سيما قرب الأحياء السكنية في البلدات والمدن بالمحافظة.
وغالبا ما تجد في كل منطقة بالمحافظة وسط الأحياء مجموعة من الفتيان والأطفال قد أنشأوا على عجل ملعبا داخل المساحات والأراضي الزراعية الفارغة التي لا يتم زراعتها، ويقومون بتسهيل أطرافها وإزالة الحجارة منها بجهودهم الذاتية ليتوفر لهم ملاعب ترابية وربما طينية في وقت الأمطار، لكنها تفي بالغرض في غياب مساحات أكثر أمانا من تلك الملاعب الترابية التي تشكل خطرا على سلامتهم في أحيان كثيرة.
ومنذ سنوات طويلة، ما تزال هذه الحالة هي السائدة في توفير الملاعب للأطفال والشباب أحيانا خلال العطلات سواء الشتوية أو الصيفية الطويلة، وسط غياب الملاعب والساحات التي يجب أن توفرها البلديات أو غيرها من الجهات الرسمية.
ورغم وجود ملاعب خماسية في بعض المناطق، خصوصا لدى الأندية الرياضية، إلا أن تلك الملاعب تكون مغلقة بشكل دائم في وجه الأطفال والفتيان حتى من أعضاء تلك الأندية لأسباب متعلقة بكونه لا يتم استخدامها إلا بمبالغ مالية تفوق قدرة الأطفال والفتيان على توفيرها.
ومع بدء العطلة الشتوية ورغم قصرها، يندفع طلبة المدارس في محافظة الكرك إلى شوارع الحارات والأحياء، حيث يقضون وقتا طويلا في ألعاب عادة ما تشكل خطورة على حياتهم، ليس أقلها لعب الكرة في الأراضي الخلاء وقيادة الدراجات الهوائية بالشوارع.
وتضم مختلف مدارس محافظة الكرك، نحو 80 ألف طالب وطالبة بمختلف المراحل الدراسية، ومع نهاية الفصل الدراسي وانتهاء الامتحانات، لا يجد هؤلاء أي مكان أو فرصة لهم سوى الشوارع والساحات العشوائية التي يبتكرونها لأجل ألعاب في أغلبها خطرة على حياتهم مع عشرات المركبات المسرعة.
وأصبح وجود عشرات الفتيات والأطفال وسط الأراضي الزراعية، أمرا مألوفا جدا وهم يلعبون كرة القدم وقد أحاطوا ملعبهم بالحجارة لتحديد مساحة ملائمة للعب، وبعضهم في الميدان يلعبون وآخرون جالسون بانتظار دورهم في اللعب لعدم قدرة الملعب على استيعاب أعداد كبيرة منهم.
ورغم وجود بعض البرامج التدريبية في مديريات وزارة التربية والتعليم بالكرك، إلا أنها مقتصرة على فترة العطلة الصيفية وهي لا تستوعب أكثر من بضع مئات من الطلبة فقط.
وفي محافظة الكرك التي تتسع رقعتها الجغرافية وفي بلداتها المتباعدة، يصبح الوصول إلى المرافق المتوفرة والتي تعد على أصابع اليد من الملاعب والأندية والمتنزهات أمرا صعبا على السكان وأطفالهم مع ظروفهم الاقتصادية الصعبة.
وفي بلدات المحافظة المهمشة والبعيدة عن مركز المحافظة، يصبح الأمر أكثر صعوبة، إذ تفتقر لأي مرافق خدمية تسهم في توجيه الأطفال من أعمار مختلفة نحو الأنشطة الهادفة، ما يجعلهم عرضة لحوادث الدهس أثناء لعبهم بالشوارع.
حول ذلك، يؤكد الناشط الاجتماعي معين بقاعين، "أن وضع الأطفال والفتيان خلال العطلات الشتوية والصيفية صعب للغاية، بسبب غياب المرافق الخدمية التي تستهدفهم وتوفر لهم المساحة الملائمة والآمنة لممارسة نشاطاتهم وتفريغ طاقتهم وبدون مقابل"، مستغربا في الوقت ذاته، أن "تكون هناك ملاعب في البلدات والقرى ويكون اللعب فيها بمقابل مالي، ليس في مقدور الأطفال توفيره".
ولفت بقاعين، إلى" أنه على الأجهزة المعنية والبلديات توفير الملاعب والساحات المناسبة للعب الأطفال خل