لدى مشاهدة اعترافات الجنود الإسرائيليين الموثقة بالفيديوهات عن نواياهم وأفعالهم المندرجة في إطار الإبادة الجماعية من ناحية، ومشاهدة بث الفلسطينيين على الهواء مباشرة لمصارعهم وتدميرهم من ناحية أخرى، سيكون من السهل دائمًا أن يرفع المرء يديه في الهواء، ويركن إلى اليأس، ويرغب في إغماض عينيه عن الوحشية، ويعثر على السلوى في النسيان والانفصال. لكنّ الاستسلام لليأس ليس خطأ أخلاقيًا فحسب -بل من الخطأ، من الناحية الواقعية أيضًا، عدم توقع أي شيء جيد. الأشياء تتغير كل يوم. ونعم؛ ثمة بذور للأمل مزروعة مُسبقًا في تراب أرض فلسطين القديمة المنقوع بالدم. ربما تكون مجرد بذور، ولكن هذه هي الطريقة التي تولد بها حياة جديدة.