الإعلان أول من أمس عن توقيع الصفقة لتحرير المخطوفين هو بشرى مفرحة لعموم مواطني إسرائيل، وأساسا لأبناء عائلات المخطوفين. بعد سنة وثلاثة أشهر، فترة زمنية طويلة ومضنية، يبدو أن هذه المرة الصفقة بالفعل ستخرج إلى حيز التنفيذ في بداية الأسبوع القادم.
حسب الاتفاق، 33 مخطوفا سيتحررون على مدى سبعة أسابيع. اليوم الأول لتنفيذ الاتفاق سيتحرر ثلاثة منهم، في اليوم السابع سيتحرر أربعة آخرون وبعد ذلك سيتحرر في أربع دفعات 12 مخطوفا – ثلاثة في كل مرة – حتى اليوم الـ 35. في الأسبوع الأخير من الاتفاف سيتحرر الـ 14 مخطوفا المتبقين.
ولكن، إلى جانب التفاؤل المفهوم محظور الاكتفاء بالمرحلة الأولى من الصفقة إذ إن 65 مخطوفا آخرين - أحياء واموات – سيتبقون لدى حماس بعد انتهاء هذه المرحلة. في الاتفاق المتبلور وان كانت توجد مرحلتان أخريان، لكن المرحلة الثانية، التي يفترض فيها أن يتحرر كل المتبقين، تلوح كنغم من شأنه أن يتفجر.
رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو يفهم جيدا بأنه لا يوجد سبب حقيقي لعرقلة المرحلة الثانية، غير التهديدات الائتلافية عديمة المسؤولية من شركاء سياسيين. لو كانت حاجة لتجسيد عمق التهكم لهؤلاء الشركاء، فقد كان هذا هو وزير الأمن القومي، ايتمار بن غفير الذي كرر أمس أيضا القول الذي لا يمكن استيعابه من يوم أول من أمس وجاء فيه انه "من خلال قوتنا في الحكومة منعنا اتفاقات سائبة". بمعنى أن تهديداته وتهديدات بتسلئيل سموتريتش لتفكيك الحكومة هي ما أدت إلى تواصل التخلي عن المخطوفين في أسر حماس.
هذه جريمة بكل معنى الكلمة، من شأنها أن تكرر نفسها مع تنفيذ المرحلة الثانية. الحقيقة البسيطة هي ان الحرب انتهت. عمليا أصبحت بلا جدوى منذ قبل بضعة أشهر، والجنود الذين قتلوا في هذه الفترة سقطوا بسبب اعتبارات سياسية وليس امنية. وبالتالي لا يوجد سبب حقيقي الا نواصل إلى المرحلة الثانية التي في أساسها يفترض أن تكون الموافقة الإسرائيلية على وقف الحرب وانسحاب الجيش من قطاع غزة.
الصفقة الكاملة يجب أن تتحقق أيضا كي يتوقف القتل الجماعي والدمار الهائل في غزة. فعودة عموم المخطوفين هي واجب أخلاقي أعلى. لكن وقف الكارثة في غزة هو أيضا ضرورة أخلاقية يجب أن تكون أمام ناظر دولة إسرائيل.
الأيام القريبة القادمة ستكون حساسة وقابلة للتفجر. الصور التي ستبث على شاشات التلفزيون ستكون مؤثرة وأليمة. الفرحة ستختلط بالحزب والانتباه سيعطى للمخطوفين الذين عادوا ولعائلاتهم. محظور أن تكون هذه الصور هي الأخيرة، لا يجب الاكتفاء بذلك. الكل يجب ان يعودوا إلى الديار. الحرب يجب أن تنتهي بشكل نهائي وتام. حان وقت الإعمار.