عمان – لا ينكر أحد اليوم أهمية التعليم والتدريب في حياة الناس، فهما يمثلان الأدوات التي سيبقى الإنسان معتمدا عليهما في اكتساب المهارات لبناء وتطوير حياته، كما لا يختلف اثنان على أهمية التقنية والإنترنت التي أضحت "عصب حياة" لكل القطاعات بما فيها قطاع التعليم والتدريب. ومن الأفكار التي انطلقت في هذا السياق قبل عامين، فكرة الشركة الناشئة الأردنية "كوتش يو" التي يعبر اسمها عن خدماتها ومنتجاتها القائمة على منصة رقمية (موقع إلكتروني، وتطبيق ذكي) للتدريب المؤسسي بالشرق الأوسط حاملة معها أهدافا عامة ترسم ملامح جديدة في تطوير مهارات الأفراد والمؤسسات في العالم العربي. وتوضح الرئيسة التنفيذية للشركة الريادية الأردنية براء أبو شريفة أن فكرة الشركة ترتكز على تسارع وتيرة التحول الرقمي في كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية. وتقول أبو شريفة إن منصة "كوتش يو" تقدم خدماتها باللغة العربية، وتربط الأفراد والمؤسسات بأكثر من 500 مدرب وخبير من 13 دولة حول العالم، يعملون في أكثر من 23 مجالا وقطاعا. وتشير إلى أن ما تقدمه المنصة من خبرات وبرامج تدريبية تشمل مجالات القيادة والسلوك المؤسسي، والتسويق، والمبيعات، والموارد البشرية، والابتكار، وغيرها من المجالات التي تتطلب مهارات تقنية واحترافية عالية. وتؤكد أن "كوتش يو" قدمت حتى الآن أكثر من 10,000 ساعة تدريبية عبر منصتها، استفاد منها آلاف الأفراد والمؤسسات، موضحة أن الشركة اليوم تقدم خدماتها في أربع دول: الأردن ومصر والسعودية والإمارات (دبي)، وتعزز علاقاتها الدولية عبر شراكات مهمة، مثل شراكتها مع الاتحاد الدولي للكوتشينج، لضمان الامتثال لأعلى المعايير العالمية في مجال التدريب. ومع دخول الذكاء الاصطناعي في كل القطاعات اليوم، تؤكد أبو شريفة أن "كوتش يو" لا تكتفي بالخدمات التقليدية، بل أطلقت أيضا "المدرب المهني بالذكاء الاصطناعي" AI Career Coach، الذي يتيح لأي شخص الحصول على إرشادات مهنية محددة، بما في ذلك كتابة السيرة الذاتية، وتحسين ملفه على منصة "لينكدإن"، واختيار الوظائف المناسبة، وصقل مهاراته لمواكبة متطلبات قطاعات العمل المستقبلية. وتؤكد أبو شريفة أن الشركة في خططها تستعد "لإطلاق سوق المدربين بالذكاء الاصطناعيAI Coaches Marketplace، والذي سيكون الأول من نوعه في العالم باللغة العربية حيث ستتيح هذه المنصة للمستخدمين أفرادا أو مؤسسات، الوصول إلى مدربين افتراضيين بالذكاء الاصطناعي في أي مجال، وتمكن الشركات من إنشاء مدربين افتراضيين خاصين بها مصممين وفق احتياجاتها وتوجهاتها وعن تعريفها الخاص لريادة الأعمال، ترى أبو شريفة أنها تدور حول محورين هما ابتكار حلول واقعية لمشكلات محلية وإقليمية حقيقية، والاستثمار في الفرص المتاحة. وترى أن رحلة ريادة الأعمال مليئة بالتحديات، منها تحديات التمويل والتقنية ووعي السوق، ففي الدول النامية عموما، والأردن مثالا، ينصب جزء كبير من الدعم المخصص لريادة الأعمال في برامج التدريب والتمكين، ما قد يُحدث فائضا في المهارات النظرية دون توفير فرص تمويل كافية لتطبيق هذه المهارات على أرض الواقع.