جرش- دخلت صناعة الألبان في جرش "مرحلة حرجة" وفق مزارعين ومنتجين، وذلك بسبب ضعف الموسم المطري، وتأخر نمو المراعي التي يعتمد عليها المزارعون لبدء موسم صناعة الألبان. ويسابق المزارعون والمنتجون الزمن لتجهيز هذه المنتجات قبل حلول شهر رمضان خلال مواعيد محددة، حيث يرتفع الطلب عليها بنسبة لا تقل عن 150 % خلال رمضان. ويأمل المزارعون، أن تتأثر المنطقة بمنخفضات جوية وكميات من الأمطار تجدد آمالهم في إحياء صناعتهم وإدراك ما تبقى من وقت لإنتاج أكبر قدر ممكن من مشتقات الحليب وتأمين الطلب المتزايد عليها خصوصا مع حلول شهر رمضان، لاسيما أن كمية الهطول المطري لا تتجاوز 34 % في محافظة جرش وفق دائرة الأرصاد الجوية مع قرب انتهاء مربعانية الشتاء التي كان يعول عليها المزارعون في ري مزروعاتهم وحقولهم وإنبات المراعي. وحتى منتصف الشهر الحالي، ما يزال الموسم متوقفا عن الإنتاج بسبب شح كميات الحليب المتوفرة وهي مرتبطة بنمو الأعشاب ومساحة المراعي التي يعتمد عليها المزارعون في تغذية المواشي، وبدء موسم إنتاج الحليب الذي ارتفع سعره كذلك أضعافا مضاعفة بسبب قلته. كما تواجه صناعة الألبان الشهيرة في محافظة جرش، مخاطر غشها لقلة كميات الحليب وزيادة الطلب عليها، خصوصا أن هذه الصناعة مصدر رزق لآلاف الأسر التي تعتمد عليها، لا سيما في مواسم الذروة وأهمها شهر رمضان المبارك. وينتظر منتجون ومربو ماشية، أن تنتعش المراعي والحقول التي يعتمدون عليها في تغذية مواشيهم خلال الأسابيع المقبلة وهي مرتبطة ارتباطا مباشرا مع تساقط الأمطار، ما يعني بالضرورة زيادة كميات الإنتاج من الحليب وانتعاش صناعة الألبان مجددا، وهي من الصناعات الشهيرة في محافظة جرش. وقالوا، إن تحسن المساحات الرعوية التي تعد مصدرا رئيسا في تغذية المواشي والأبقار، سيرفع من كميات إنتاج الحليب وينشط صناعة مشتقاته التي تشهد طلبا غير مسبوق قبيل شهر رمضان والعمل فيها مصدر رزق لآلاف الأسر الجرشية التي تميزت بالمنتج الجرشية. ووفق المزارع عزمي العياصرة، "فإن تأخر الموسم المطري أخر نمو الأعشاب والحشائش والمراعي، غير أنها من الممكن أن تتحسن وتبدأ المراعي بالنمو إذا تساقطت الأمطار وتوسعت المساحات الخضراء والمراعي، وهو ما يسهم بمضاعفة كميات الحليب المنتجة بنسبة لا تقل عن 40 %، مقارنة بالإنتاج خلال الأسابيع الماضية وهي كميات بسيطة لا تزيد على 5 % من حاجة الأسواق". وتسبب تأخر الأمطار، بتوقف عشرات من المطابخ الإنتاجية والمعامل المتخصصة في صناعة الألبان عن العمل رغم زيادة الطلب عليها نظرا لتراجع كميات الحليب وارتفاع سعره. ووفق عاملين في القطاع، فقد تراجعت كميات إنتاج الألبان في جرش بنسبة لا تقل عن 40 % خلال الشهرين الماضيين، لعدم وفرة الحليب وارتفاع سعره مقارنة بالسنوات الماضية التي تميزت بوفرة إنتاج الحليب واعتدال سعره. وترى العاملة في صناعة الألبان منذ 20 عاما ورئيسة إحدى الجمعيات الخيرية، نبيلة أبو غليون، والتي أيضا تشغل العديد من المطابخ الإنتاجية، "أن صناعة الألبان الشهيرة والمتميزة في محافظة جرش تواجه خطرا مع زيادة الطلب الكبير عليها وسط نقص كميات الحليب، وارتفاع مدخلات إنتاجها، وهو ما يمكن أن يدفع البعض إلى عمليات غش لتحقيق أرباح طائلة". وأكدت أبو غليون، "أن معامل الألبان هي ملجأ مهم للجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية والسياحية لتوفير مصادر رزق ثابتة، تغطي نشاطاتها وتكاليف العمل فيها من خلال البيع في مهرجانات حيوية". أما المتخصصة في صناعة الألبان وصاحبة إحدى المطابخ الإنتاجية، عفاف النظامي، فتقول "إن كميات الحليب المتوفرة هذا الموسم قليلة جدا،