عمان - يبدو أن رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" ما يزال يحاول حتى اللحظة الأخيرة عرقلة اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، فلم تكد ساعات تمضي على إعلان التوصل إليه، حتى سارع باتهام حركة "حماس" بخرقه، ومواصلة عدوانه الذي أدى لارتقاء زهاء 100 شهيد فلسطين، في ظل خشية من عدم توفر الضمانات الكافية لإلزامه بالتنفيذ اعتباراً من بعد غد الأحد. ودحضت "حماس" ما وصفته بأكاذيب "نتنياهو" والزعم بأنها انسحبت من تفاهمات الاتفاق وأضافت مطالب جديدة، مؤكدة التزامها بالاتفاق المعلن أول من أمس من طرف الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة)، والذي من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل. وقال القيادي في الحركة، عزت الرشق، في بيان مقتضب عبر تلغرام، إن "حماس ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الوسطاء". ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الأولى من الاتفاق يوم الأحد المقبل، والتي ستشهد وقف إطلاق النار وبدء الإفراج عن الأسرى وزيادة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، وذلك بعد عام ونيف، حيث يستعد جيش الاحتلال للخروج التدريجي من قطاع غزة، فيما سيتم أيضاً فتح معبر رفح قريباً تحت السيطرة المصرية. بينما أحدث الاتفاق انقساماً حاداً داخل الكيان المُحتل؛ حيث اعتبرته الأوساط السياسة والأمنية المناهضة له أنه جاء نتيجة فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه بالقطاع، بينما تركز هدف حركة "حماس" الأساسي منه على "البقاء والحفاظ على السيطرة وعدم إعطاء الاحتلال موطئ قدم في قطاع غزة"، وفق ما أوردته وسائل إعلام الاحتلال. وزعمت، أن صعوبة الصفقة ليست في إطلاق سراح الأسرى، بل في كيفية المضي قدماً في اليوم التالي لها، إذ تمضي حماس قدماً في إدارة قطاع غزة، مما يعني أن حكومة الاحتلال لم تصل إلى أهداف الحرب، ولم تغير الواقع في المنطقة. واعتبرت تلك الأوساط، مثل المسؤول السابق في جهاز الأمن العام (الشاباك) ميخا كوبي، أن الصفقة التي اتفق عليها ليست الصفقة المثالية بالنسبة للكيان المُحتل، بل هي "من بين أسوأ الصفقات التي عقدتها في تاريخها على الإطلاق"، وفق قوله. وبالنسبة إليه، فإن "حماس" تمسكت بمطالبها ولم تتنازل عنها، وتمكنت من إملاء شروطها على سلطات الاحتلال، بعدما تم إنهاكها واستنزافها، داعياً جيش الاحتلال بعدم الانسحاب من مناطق إستراتيجية في قطاع غزة، مثل محور فيلادلفيا. في حين تواصلت ردود الفعل الفلسطينية حيال الاتفاق؛ حيث قالت "حماس" من جانبها، إن "اتفاق وقف إطلاق النار هو ثمرة الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة، على مدار أكثر من 15 شهراً". وأضافت الحركة، في تصريح لها أمس، أن "اتفاق وقف العدوان على غزَة إنجازٌ للشعب والمقاومة وللأمة وأحرار العالم، وهو محطَة فاصلة من محطات الصراع مع العدو، على طريق تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة". وأوضحت أن "الاتفاق يأتي انطلاقاً من المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني المرابط في قطاع غزَة، بوقف العدوان الصهيوني عليه، ووضع حدٍ لشلال الدَم والمجازر وحرب الإبادة التي يتعرَض لها". من جانبها أكدت حركة "الجهاد الإسلامي" أن الشعب الفلسطيني وفصائله نجحوا في فرض اتفاق مشرف لوقف عدوان الاحتلال، يتضمن الانسحاب من قطاع غزة وإجراء عملية تبادل أسرى، بعد حرب إبادة دامت أشهراً. وقالت الحركة، في تصريح لها، إن الشعب الفلسطيني ومقاومته فرضوا اتفاقاً مشرفاً لوقف العدوان والانسحاب وإجراء عملية تبادل أسرى مشرفة، وذلك بفعل صمود الشعب الأسطوري ومقاتليه الشجعان". وأكدت أنها لن تدّخر جهدا في خدمة أهالي غزة ومواكبة تحديات المرحلة المقبلة،