عمان- في ظل بدء انفراج أوضاع المنطقة والتوقعات بعودة النشاط إلى القطاع السياحي، دعا خبراء إلى الاستفادة من هذا الانفراج عبر تعزيز حضور العمالة الأردنية المؤهلة والمدربة في القطاع، عبر تنظيم السوق وإلزام المنشآت السياحية بتشغيل نسب محددة من الأردنيين مقابل العمالة الوافدة. ويشير هؤلاء الخبراء إلى عدم التزام العديد من المنشآت السياحية بالنسبة المحددة للعمالة الوافدة، وغياب شروط العمل العادلة، ما يدفع الشباب الأردني للعزوف عن العمل في القطاع، مطالبين بضرورة تحسين بيئة العمل، وإعادة النظر في القرارات التي أضعفت الأجور وحقوق العمال. وبحسب بيانات صادرة عن وزارة السياحية والآثار في النصف الأول من 2024، فإن عدد العاملين من الأجانب في القطاع السياحي بلغ أكثر من 10.2 ألف موظف من مجموع 55.3 ألف عامل في مختلف المنشآت السياحية البالغ عددها 3337 منشأة. وبذلك تشكل نسبة العمالة غير الأردنية (الأجنبية) 18 % من إجمالي مجموع العاملين في القطاع السياحي. الناطق الإعلامي باسم وزارة العمل محمد الزيود أكد حرص وزارة العمل على توفير أيد عاملة مؤهلة ومدربة أردنية لدخول سوق العمل في العديد من القطاعات من خلال تنظيم سوق العمل، ومنها القطاع السياحي، من خلال إلزام المنشآت بتشغيل أردنيين بنسب مقابل العمالة غير الأردنية تحددها الوزارة، إضافة إلى تأهيل وتدريب الباحثات والباحثين عن العمل، ومنحهم شهادات مزاولة المهنة من خلال المؤسسات التي يرأس مجلس إدارتها وزير العمل مثل مؤسسة التدريب المهني وهيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية. وبين الزيود أن لدى مؤسسة التدريب المهني 20 معهدا تقدم برامج التدريب المهني في قطاع السياحة وقطاع الضيافة وقطاع فنون الطهي، مشيرا إلى أن معدل عدد خريجي معاهد مؤسسة التدريب المهني في هذا القطاع يبلغ سنويا قرابة 2000 طالب وطالبة على تخصصات القطاع السياحي. وأوضح أن من التخصصات التي تدرب عليها هذه المعاهد برامج مهارات إنتاج الطعام والشراب، وبرامج مهارات تقديم الطعام والشراب، وبرامج مهارات التدبير المنزلي، وبرامج مهارات الاستقبال الفندقي، إضافة إلى برامج مهارات الحلويات الشرقية والغربية، وبرامج مهارات المخبوزات/المعجنات، وبرامج مهارات صانعي القهوة والمشروبات، فضلا عن برامج مهارات الحرف اليدوية، وبرامج مهارات التسويق الرقمي للمنتجات. وبلغت نسبة التشغيل قبل أحداث غزة نحو 92 %، فيما تراجعت بعد الأحداث إلى 80 %. وأضاف: "كما تمنح هيئة وتنمية المهارات المهنية والتقنية شهادة مزاولة المهنة للخريجين من التدريب المهني لتساهم في اعتمادهم في المنشآت العاملة في القطاع السياحي وزيادة تشغيل الأردنيين المؤهلين والمدربين، علما أن الهيئة تضم مجالس مهارات قطاعية، منها مجلس مهارات متخصص بالقطاع السياحي ومعظمه من القطاع الخاص ليحدد المهن المطلوبة في القطاع السياحي، واحتياجات هذا السوق من العمالة الأردنية المؤهلة والمدربة." بدوره، أكد رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات العامة والمهن الحرة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خالد أبو مرجوب، وهي النقابة التي تمثل العاملين في القطاع السياحي، أن المنشآت السياحية، سيما الفنادق والمطاعم المصنفة سياحيا، لا تلتزم بالنسبة المحددة في تشغيل العمالة الوافدة، حيث نص قانون السياحة على تشغيل ما نسبته 10 % من العمالة الوافدة فقط، في حين أن النسبة على أرض الواقع أكبر من ذلك. وأوضح أبو مرجوب، أن غياب الحقوق والمكتسبات في المنشآت السياحية، يؤدي إلى عزوف العمال الأردنيين عن العمل بالقطاع، وضعف الإقبال نحو الوظائف التي يوفرها، مشيرا إلى أن هذا ه