عمان– في ظل التحولات السريعة والتقدم التكنولوجي المستمر، يبرز التعليم الابتكاري كأدة جوهرية لتحسين جودة التعليم.
وبينما يعتمد هذا النهج التعليمي على استخدام التكنولوجيا الحديثة كوسيلة لتحفيز التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلبة، من خلال دمج التفنيات الحديثة، وتبني أساليب تدريسية تشمل المشروعات التعاونية والتعليم التفاعلي، أكد خبراء تربويون أن تبني التعليم الابتكاري هو المفتاح لبناء قدرات بشرية مبدعة وقادرة على التعامل مع التحديات التكنولوجية المستقبلية لأنه سيمكن الطلبة من تطوير مهاراتهم في هذا المجال، ويمكنهم من مهارات التعامل مع التكنولوجيات المستقبلية.
وبينوا في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، أن النظام التعليمي هو الأداة الكفيلة بتحقيق التوجيهات الملكية السامية التي بعث بها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان بشأن تشكيل المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، لتعزيز مكانة الأردن كدولة متقدمة في القطاع، مشيرين إلى أن تنفيذ هذا التوجه يقتضي الإسراع بتطوير البنية التحتية في المؤسسات التعليمية لتكون الحاضنة الأولى لإعداد الموارد البشرية اللازمة لإدارة المرحلة.
وفي هذا السياق، أكد الخبير التربوي الدكتور محمد أبو غزلة، أن التطورات التكنولوجية المتلاحقة، والمطالبات المتكررة بتطوير النظام التعليمي، تلزم البحث عن مداخل تطويرية لعناصر منظومة التعليم، وأهمها عملية التدريس بطرقها وإستراتيجياتها وأساليبها المتعددة، وتمكين المعلم منها باعتباره المحور الأساس لها.
وأشار أبو غزلة إلى أهمية التركيز على التعلم الابتكاري كمظلة لكل أدوات التدريس كوسيلة لتعزيز التفكير الإبداعي والتطوير الذاتي للطلبة، وتمكينهم من مهارات التعاون مع أقرانهم، وتحفيزهم على التفكير النقدي، وحل مشكلاتهم اليومية والحياتية بطرق مبتكرة، مع توظيفهم أدوات التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي ليتواصلوا مع محيطهم بطرق إبداعية وابتكارية، وموظفين فيها أحدث التقنيات التكنولوجية.
وأوضح أن هذا يستدعي التركيز في المرحلة المقبلة على تضمين برامج تدريب المعلمين جميع الأدوات الابتكارية في تدريس المواقف التعليمية الحياتية، المرتبطة باحتياجاتهم اليومية والمستقبلية، والتي تمكن الطلبة أنفسهم من عيش تجربة تعليمية إبداعية تنمي لديهم مهارات التفكير المتعددة التي تساعدهم في التكيف والتفكير بطرق جديدة ومبتكرة، وتزيد دافعيتهم على التعلم المستمر.
وبين أن التوجيهات الملكية السامية التي بعث بها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، بشأن تشكيل المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل أكدت أهمية تعزيز مكانة الأردن كدولة متقدمة تكنولوجيا تتمتع باقتصاد ومجتمع رقمي مزدهر، خصوصا في ظل التنافسية العالمية لتبني واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
ولفت إلى أن النظام التعليمي هو الأداة الكفيلة لتحقيق ذلك، وخاصة في ظل ما يشهده العالم من تطورات معرفية وتكنولوجية وتقنيات ذكاء اصطناعي، سيما بعد الثورة الصناعية الرابعة.
وقال إن نظام التعليم الأردني، بشقيه العام والعالي، مدعو الآن لإعادة التفكير في سياساته وخططه وبرامجه ومناهجه وأدواته ومختبراته، لتركز على المستقبل التكنولوجي، ما يتطلب توجيه هذه السياسات والخطط لتعزيز برامج تعليمية مبتكرة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، للمساعدة في إعداد طلبة قادرين على ابتكار حلول تكنولوجية جديدة، من خلال البحث والتطوير لمشاريع بحثية وتجارب حقيقية في بيئة تعليمية مرنة تواكب تطورات العصر.
وأضاف إن المشاريع التي تتبناها وزارة التربية والتعليم ضمن برنامج المسار الم