عمان - _ - كان دينيس لو واحدا من أعظم لاعبي كرة القدم البريطانيين على الإطلاق، وربما أفضل لاعب اسكتلندي في التاريخ، واسمه وحده يستحضر مفاهيم المهارة والتألق والصلابة. ولد خلال محن الحرب العالمية الثانية، ليصبح لاحقا أبرز الشخصيات في حقبة الازدهار لكرة القدم البريطانية خلال الستينيات.
توفي لو عن عمر يناهز 84 عاما، كآخر عضو حي في ثلاثي أولد ترافورد الأسطوري – بجانب جورج بيست وسير بوبي تشارلتون – رغم أن الإصابة حرمته من المشاركة في ليلة المجد الكبرى، نهائي بطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري العام 1968 في ويمبلي.
كان هدافا لامعا، واللاعب الوحيد الذي استحق لقب "ملك ستريتفورد إند". مهاجم ماهر، قوي، ولا يرحم، دائما ما كان يجد طريقة للتسجيل.
ولد لو في فقر مدقع بمدينة أبردين خلال زمن الحرب، ولعب تحت قيادة بيل شانكلي في هدرسفيلد تاون، وكان يمكن أن يصبح أسطورة في ليفربول لو تحقق حلم شانكلي.
لعب مع مانشستر سيتي في فترتين وسجل الهدف الشهير ضد مانشستر يونايتد المهدد بالهبوط العام 1974، في واحدة من أكثر اللحظات ديمومة في كرة القدم الإنجليزية، خصوصا بسبب رفض لو الاحتفال بالهدف. وبعد خمسين عاما من آخر مباراة له مع المنتخب الاسكتلندي، ما يزال هداف البلاد التاريخي بـ30 هدفا، بالتساوي مع السير كيني دالجليش.
وفي عمر 34 عامًا، لعب مباراة واحدة فقط في كأس العالم العام 1974، وكانت آخر مباراة دولية له.
في العام 2005، زار لو وتشارلتون، زميلهما جورج بيست عندما كان الأخير على فراش الموت بسبب فشل كلوي في مستشفى بلندن. كانت لحظة مؤثرة أن يجتمع الرجال الثلاثة للمرة الأخيرة في أيام بيست الأخيرة. وبعد وفاة تشارلتون العام 2023، أصبح لو آخر رابط حي لحقبة مجيدة لمانشستر يونايتد، ألهمت خيال الجماهير البريطانية بمختلف انتماءاتهم.
كان توقيعه مع يونايتد في العام 1962 من تورينو مقابل مبلغ قياسي بلغ 115,000 جنيه إسترليني، لحظة مفصلية في إعادة بناء الفريق بقيادة سير مات بازبي بعد كارثة ميونيخ الجوية، وتشكيل فريقه الثاني العظيم الذي غزا أوروبا.
رغم أن لو وبيست وتشارلتون سيظلون متحدين في الذاكرة الجماعية لإنجازاتهم، إلا أنهم كانوا رجالا مختلفين تماما خارج الملعب. كان لو رجل عائلة مميزا للغاية، لدرجة أن تشارلتون ذكر أن لو كان يغادر الملعب مباشرة بعد استبداله. وصفه تشارلتون أيضا بـ"المنعزل"، وكان يكرس حياته لزوجته ديانا وأطفالهما الخمسة. وحتى تشارلتون المعروف بقلة ظهوره العام كان يتمتع بحضور أعلى بكثير بعد اعتزاله مقارنة بلو.
سيذكر لو بإنجازاته الكبيرة في الملعب، حتى لو كانت حصيلته من البطولات متواضعة نسبيا: لقبان فقط في الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي مع يونايتد. لكنه كان في سرير المستشفى يتعافى من جراحة في الركبة عندما فاز زملاؤه على بنفيكا في نهائي كأس أوروبا 1968. ومع ذلك، فإن فوزه بالكرة الذهبية العام 1964 – ليظل اللاعب الأسكتلندي الوحيد الذي حاز هذه الجائزة – يثبت مكانته في كرة القدم الأوروبية.
في ظهوره العام، كان لو شخصية ودودة وذكية، وكان يتمتع بروح دعابة حادة كمهاراته التهديفية. أما في الملعب، فكان لا يلين. كان حجمه الصغير يخفي قفزات مذهلة، وقدراته في المراوغة والتسديد جعلت من السهل على زملائه الثقة في تحركاته الحاسمة. ذكر تشارلتون أنه لم يكن بحاجة حتى للنظر قبل إرسال الكرات العرضية إلى منطقة الجزاء، لأنه كان واثقا من وجود لو في المكان المناسب.
لم يكن لو ليتسامح مع أي تقليل من قيمته. عوقب بالإيقاف لتسع مباريات في العام 1967 بعد شجار مع مواطنه إيان يور، مدافع آرسنال آنذاك. كان مع