عمان – فرض المدرب الوطني يوسف أبو بكر حضوره مع فرق الناشئات التي تولى مهام تدريبها على امتداد السنوات الماضية في دوري الفئات العمرية لكرة السلة، مبرهنا أن العمل الجاد والتخطيط السليم والحصول على فرصة التدريب بصلاحيات كاملة وأجواء مثالية، تمثل مجتمعة عوامل محفزة لتحقيق النجاحات.
ومن دون شك، فإن المدرب أبو بكر بات يعد اليوم من الشخصيات الرياضية ذات الخبرة الواسعة في قطاع الناشئات بكرة السلة، التي تمتلك طموحا كبيرا وإدراكا لحاجة أندية السلة الأردنية وتطلعاتها المتنامية يوما بعد يوم للبقاء في دائرة الكبار، مؤكدا امتلاكه بصيرة وبعد نظر وطول نفس وخبرة في التعامل مع طموحات الأندية، فكان يشكل أخا كبيرا وصديقا لكل مدرب ولاعبة وإداري.
وبدأ يوسف أبو بكر مهمة التدريب العام 1995 من بوابة فريق الجزيرة، لاعبا ومدربا، قبل أن يمتهن التدريب بعد الاعتزال العام 2005، وتقلد مهام تدريب المنتخبات الوطنية وللفئات كافة على مستوى الذكور، آخرها منتخب الناشئين للفئة تحت 16 عاما في العام 2016، في الوقت الذي ما يزال ينتظر فيه أن يحصل على فرصته التدريبية بقطاع المنتخبات الوطنية لفئة الناشئات.
ويتولى أبو بكر مهمة تدريب فرق ناشئات نادي شباب الفحيص منذ العام 2022 وحتى يومنا الحالي، مؤكدا علو كعبه وسيطرته المطلقة على ألقاب الناشئات بعدما توج بستة ألقاب مع "السماوي" بفئتي تحت 14 و16 عاما، كما سجل انجازا تاريخيا مع الفحيص بالموسم 2022-2023، حيث كانت المنافسة على اللقب آنذاك محصورة بين الفريق الأول للفحيص وفريقه الثاني "الرديف"، في حدث غير مسبوق.
ويقول اللاعب والمدرب السابق للمنتخب الوطني في بداية حديثه لـ"الغد": "لا توجد أسرار في الرياضة، وتعد النتائج مقياسا حقيقيا لحجم العمل وطريقة التخطيط ودعم الإدارة، وهي مفاتيح مهمة لتحقيق الألقاب"، مشددا على أهمية بناء قاعدة جيدة من اللاعبات في فرق الناشئات لتفريخ أفضل المواهب وضم الخامات الواعدة.
وأضاف: "المدرب القوي يمتلك رؤية صحيحة في اختيار وتوزيع اللاعبات، وهذا ما انتهجه من خلال توزيع اللاعبات بين فرق النادي بطريقة صحيحة تراعي الفروقات الفنية والتنافسية، لكن يبقى كما يقال بالمثل، إنه لكل قاعدة شواذ".
ويرفض أبو بكر محاولات البعض ربط الإنجازات المتحققة بلاعبة دون غيرها، مشيرا في هذا الصدد: "الأداء الفني للاعبات هو نتاج جهدهن وإصرارهن والالتزام بالتدريبات وتنفيذ خطط المدرب وليس طفرة كما يعتقد البعض، الإنجاز يسجل للاعبات كافة والإدارة، بينما أتحمل مسوؤلية أي إخفاق يحدث وحدي".
ويواصل: "اختيار الخامات وصقل المواهب جزء أساسي ومهم من عمل المدرب، الذي يجب أن يستغل وقته ويركز جهده على الاستثمار بلاعبات المستقبل، بعيدا عن إهدار وقته على لاعبة لا تريد الاستمرارية في اللعبة"، لافتا إلى أن كرة السلة الأردنية تمتلك جيلا جديدا وواعدا من اللاعبات الناشئات.
ولدى سؤاله عن عدم حصوله على فرصة تدريبية حتى الآن مع المنتخبات الوطنية للناشئات، يقول أبو بكر: "أعتقد أنني دفعت ضريبة لمواجهتي بعض الأشخاص الفنيين في اللجنة المؤقتة، أنا مدرب طموح ومتأهب دوما لخدمة الوطن".
ويرى أبو بكر، أن غياب الإنجازات الدولية عن منتخبات الناشئات كان يجب أن يحدث في السنوات الأخيرة، خصوصا في ظل وجود جيل مميز من اللاعبات، مؤكدا: "يجب أن يكون اختيار المدرب قائما على أساس مبدأ الكفاءة، التي لم تكن موجودة في اختيار المدرب الإسباني السابق فرانشيسكو غارسيا، مع ضعفه الواضح بقراءة المباريات".
ويتابع: "مشكلتنا في السلة النسوية تتمثل بضعف القدرات البدنية، كما أن البنية الجسدية للاعباتنا تبدو ج