عمان - فيما بدأ عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة عقب بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار ودخوله حيز التنفيذ، أمس، تعمّد الاحتلال الإسرائيلي المماطلة بإطلاق سراح 90 أسيراً فلسطينياً بينهم 70 معتقلة و9 أطفال و11 رجلا في زنازينه إلى ما بعد منتصف ليلة أمس. وينص الاتفاق على البدء بإطلاق سراح الأسرى عند الساعة الرابعة وخمس دقائق من عصر أمس إلا أن الاحتلال الإسرائيلي تأخر في إطلاق سراح الدفعة الأولى حسب الاتفاق، فيما كان ذوو الأسيرات والأسرى على مسافة بعيدة يرقبون حتى ساعة متأخرة من ليل أمس بالثانية لحظة الإفراج عن بناتهم وأبنائهم، لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلنها منطقة عسكرية مغلقة ومنع تجمع ذوي الأسرى فيها. ومنذ أول من أمس داهمت سلطات الاحتلال منازل أهالي الأسرى الذين سيفرج عنهم، وطلبت منهم عدم إقامة أي مظاهر فرح أو استقبال المهنئين أو نشر صور. وانتشر المئات من ذوي الأسرى المتوقع الإفراج عنهم متفرقين في المنطقة، التي من المقرر خروج حافلات الصليب الأحمر منها باتجاه رام الله. وفي أول خرق للاحتلال وعلى وقع الساعات الأولى من بدء تنفيذ الاتفاق؛ ارتقى أكثر من 14 شهيداً فلسطينياً و25 جريحاً نتيجة سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي على مختلف أنحاء القطاع، مما أدى لارتفاع حصيلة العدوان إلى 46,913 شهيداً و 110,750 مصاباً، منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، طبقاً لوزارة الصحة الفلسطينية. وأعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، في حديث مطول التزام "القسام" والفصائل الفلسطينية، باتفاق وقف إطلاق النار والجاهزية لتنفيذ بنوده، حقنا لدماء الشعب الفلسطيني وتطلعا لتحقيق أهدافه وآماله، داعيًا كافة الوسطاء إلى إلزام الاحتلال بذلك. وقال "مقاومتنا في غزة وشعبها الأبي أقامت الحجّة على كل العالم، وقدمت نموذجاً فريداً مذهلاً في قدرة أصحاب الأرض والحق على الفعل الكبير المؤثر والصمود وصناعة التاريخ وقهر المحتلين، وإسقاط أوهامهم". وأشار إلى أن الهزة التي تعرض لها الكيان الإسرائيلي في هذه المعركة أضعفت أسس نظريته الأمنية ووجهت له ضربة كبيرة، وأسقطت نظرية الردع، وتسببت بقتل وإصابة الآلاف من جنوده، وتدمير وإخراج نحو ألفي آلية عسكرية من الخدمة. وبيّن "أصبنا أسس ما يسمى بأمن العدو القومي، وتم فرض التهجير والنزوح على مناطق واسعة من الكيان المحتل، وفتح جبهات قتال متعددة، في مؤشرات على زواله الحتمي". ولفت أبو عبيدة إلى أن الحصار بحراً، واضطرار العدو للتستر والاختباء والاستنجاد بقوى دولية للدفاع عنه، كلها دلائل على ضعفه وانكساره، وهذه الحرب ستظل عنوانًا للعزة والكرامة، وستكون منارة لكل الأحرار. وتابع أبو عبيدة "كل هذا مرورا بفضح الاحتلال وإظهاره ككيان وحشي مجرم، وتشويه وجهه، وفضح من يقف وراءه من طغاة العالم ومنظماته الشكلية، وصولًا إلى نبذه وملاحقة قادته وجنوده كمجرمي حرب مطلوبين للعدالة، وكل ذلك وغيره الكثير جعل شعوب العالم تدرك حجم جريمة هذا الاحتلال". وأكد أبو عبيدة، أن "السواد الأعظم من شعوب العالم بات على قناعة بأن هذا الاحتلال هو أكبر خطيئة في هذا الزمان، وأن استمرار اغتصابه لأرضنا سيؤثر على المنطقة والعالم، وأن صمت وتواطؤ قوى الظلم فيما يسمى بالمجتمع الدولي على جرائمه في غزة ستكون له عواقب وخيمة على الجميع، وليس فقط على غزة". وبعد عودة الهدوء للقطاع، عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ بعد ساعات قليلة من التأخير بتنفيذه لأسباب تم حلها بين جانبي الاتفاق الرئيسيين؛ عاد عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين سيراً على الأقدام وفي الشاحنات لتفقد منازل