عمان- أكد سمو الأمير الحسن بن طلال ضرورة التفكير بعقل وقلب واحد من أجل غزة، مشيرا إلى أن القطاع الأحق بالاستثمار هو القطاع الإنساني حيث الأمل بعد الألم. جاء ذلك خلال رعاية سموه أمس، إطلاق مؤتمر "إغاثة القطاع الصحي في غزة"، الذي تنظمه نقابة الأطباء الأردنية، بحضور شخصيات محلية ودولية، وممثلين عن منظمات وهيئات خيرية وصحية. وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، دعا سموه الجهات الفاعلة في مجال الإغاثة وإعادة إعمار غزة إلى توحيد خطابها الموجه للجهات المانحة، مشددا على أن يكون شعارها "كرامة الإنسان". وأكد سموه ضرورة "أنسنة" الخطاب أمام كبار المانحين، قائلا إن الاستثمار في رأس المال الإنساني يؤدي إلى إنشاء شراكات في المستقبل، بينما تساهم المساعدات المادية المؤقتة إلى خلق التبعية، مشيرا إلى أن الأسابيع والأشهر القادمة توفر فرصة سانحة لعمل الخير، في حال تم التعاون والتكامل بين جميع الجهات. وأكد سموه أن خطة إنقاذ في غزة يجب ألا تقتصر على إعادة الإعمار فقط، بل يجب أن تشمل أيضا البناء الوجداني، حيث لا ينبغي أن تكون نظرتنا إلى غزة مادية فقط، بل إنسانية في المقام الأول. ودعا سموه إلى دمج العمل المؤسسي بين المؤسسات الصحية والمؤسسات الدولية، إضافة إلى التركيز على التكامل والتقاطع بين قطاعات الصحة والتعليم ومستوى المعيشة. من جانبه، أكد وزير الصحة الأسبق الدكتور سعد جابر، أن عدد الأطفال الذين استشهدوا في غزة خلال 4 أشهر فقط فاق عدد الأطفال الذين قتلوا في 4 سنوات من الحروب حول العالم. وأشار إلى أهمية جهود مؤسسات المجتمع المدني والهيئات الخيرية، مثل الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، مؤكدا استمرار العمل لتلبية احتياجات القطاع، التي يجب أن تشمل توفير الرعاية النفسية والصحية، وتمكين أهالي القطاع اجتماعيا وتعليميا. بدوره، أكد نقيب الأطباء الدكتور زياد الزعبي، استعداد المستشفيات الأردنية لاستقبال الجرحى، مشيرا إلى أن مضاعفات الإصابات جراء الحروب قد تكون شديدة، مما يؤدي إلى الوفاة أو بتر الأعضاء، مشددا على دور المستشفيات العسكرية وكوادرها التي أظهرت شجاعة وصمودا استثنائيا في رعاية الجرحى رغم الظروف الصعبة. وأشار إلى المشاريع الصحية التي أعدتها النقابة لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة، مؤكدا استمرار جهود إعادة الإعمار عبر التنسيق مع لجنة إعادة إعمار غزة، برئاسة نقيب المهندسين. من جانبه، أوضح نقيب المهندسين المهندس أحمد الزعبي، أنه تم تشكيل لجنة من 750 مهندسا لحصر الأضرار وتقييمها في غزة، مشيرا إلى أن العمل جار لإدخال أعداد كبيرة من المقاولين وآلياتهم إلى القطاع، داعيا إلى وقفة إنسانية وأخلاقية على المستوى العالمي لمواجهة حجم الدمار، الذي قدر بأكثر من 80 مليار دولار. بدوره، أكد أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية الدكتور حسين الشبلي أن الأردن، بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، كان في مقدمة الدول التي قدمت المساعدات الصحية والطبية لأشقائنا في غزة، إيمانا بواجبنا الأخوي والقومي والإنساني. وأضاف أن المساعدات التي أرسلتها الهيئة إلى غزة تضمنت كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية، بلغ مجموعها أكثر من 2500 طن، بقيمة 31 مليون دولار، فضلا عن توفير أجهزة طبية متطورة. وأشار إلى إطلاق الأردن مبادرة "استعادة الأمل" لتركيب الأطراف الصناعية للجرحى، حيث تم تركيب 267 طرفا صناعيا حتى الآن، موضحا أن عدد مبتوري الأطراف في غزة وصل إلى 16 ألف شخص، وهو قابل للزيادة. وفي سياق متصل، أشار أمين عام المؤتمر الدكتور بلال العزام، إلى أهمية المؤتمر في تبني مشاريع لدعم القطاع الصحي في غزة، بدعم م