عمان- يحاول الاحتلال الإسرائيلي بإشعاله الضفة الغربية المحتلة، وسفك الدماء والتنغيص على حياة الفلسطينيين فيها استعادة هيبة ونصر ضاعا في وحل غزة.
ووفقا للمقاييس حتى من قبل محللين إسرائيليين فإن جيش الاحتلال وإن قتل وجرح الآلاف، في قطاع غزة إلا أنه لم يحقق أيا من أهدافه التي خاض لتحقيقها حربا ضروس، خسر فيها المليارات والمئات من جنوده.
وجاء الآن الاحتلال ليدخل ساحة الضفة الغربية ضمن أهداف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وصعد من عدوانه واعتداءاته خلال الايام الثلاثة الماضية، بالإضافة الى التشديد، والقيود على حركة الفلسطينيين في كل المدن الفلسطينية المُحاصرة، تزامنا مع مخطط استيطاني جديد في القدس المحتلة.
وبالتوازي مع العمية العسكرية، مزّقت قوات الاحتلال أوصال الضفة الغربية من خلال إقامة حواجز عسكرية جديدة، وتشديد القيود على تنقل الفلسطينيين.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال عشرات الفلسطينيين في مخيم جنين وأجبرت مئات على النزوح من منازلهم.
ويقول محللون إن تلك الحملة الشرسة ضد الضفة المحتلة تأتي في وقت يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطا من قبل اليمين المتطرف، والذي يحمله مسؤولية توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس.
الضغط على نتنياهو يأتي على شكل مطالبة قصوى بتوسيع الاستيطان الشره الذي لا يشبع استلابا وسرقة لاراضي الفلسطينيين بالضفة المحتلة، وتنكرا لكافة الاتفاقات والتي تمت برعاية أميركية ودولية.
وربط محللون توقيت العملية العسكرية في جنين مع إحباط المسؤولين من أقصى اليمين الإسرائيلي المتطرف من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، مشيرين إلى أن هؤلاء يدفعون الحكومة باتجاه التصعيد العسكري والاستيطان بالضفة، عما فاتهم من سلب في قطاع غزة.
وفي ظل الهجمة الشرسة للاحتلال تكثفت الدعوات الفلسطينية للاحتشاد الواسع اليوم الجمعة في المسجد الأقصى المبارك لحمايته والدفاع عنه ضد عدوان الاحتلال ومستوطنيه، إلى جانب الدعوة لتصعيد المواجهة مع الاحتلال في مختلف أنحاء الضفة الغربية، لاسيما جنين في ظل مواصلة جيش الاحتلال عمليته العسكرية التي تأخذ منحى تصاعدياً خطيراً بقيامه بإخلاء أحياء كاملة في المخيم وتهجير سكانها الفلسطينيين.
جاء ذلك بالتزامن مع قرار الاحتلال بإقامة أكثر من 9 آلاف وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، إلى جانب مناقشة مخططات تشمل إقامة مدرسة دينية للمتشددين المتطرفين "الحريديم" في حي الشيخ جراح المقدسي، بعد مصادرة الأرض الفلسطينية المُستهدفة وتهجير سكانها المقدسييّن.
ويسعى الاحتلال لتنفيذ المخطط الاستيطاني عطاروت عند جدار الفصل العنصري وقرب قرية كفر عقب الفلسطينية، بالإضافة إلى إقامة حي استيطاني يضم 1100 وحدة استيطانية جديدة قرب قرية شرفات جنوبي القدس المحتلة، وفق صحيفة "هآرتس" بالكيان المحتل.
وفي حين يواصل الاحتلال تصعيده ضد الضفة الغربية، فإنه كعادته يستمر في خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع النار الذي تم التوصل إليه يوم الأحد الماضي، وذلك بإطلاق نيرانه العدوانية على مختلف أنحاء القطاع مما أدى لاستشهاد 16 فلسطينيا وجرح العشرات.
ومن المقرر أن يتم إطلاق سراح أربع أسيرات للاحتلال لدى المقاومة الفلسطينية يوم غد السبت مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين محكومين بالسجن المؤبد، كجزء من المرحلة الأولى من الاتفاق، ثم تبدأ عملية عودة النازحين الفلسطينيين لغزة وشمال القطاع.
وبينما تتواصل في مختلف مناطق القطاع عمليات انتشال جثامين الشهداء، خاصة من رفح وجباليا، أعلنت الأمم المتحدة أمس دخول 808 شاحنات للقطاع خلال اليوم الرابع من وقف اطلاق النار بينها