عمان – في الوقت الذي تشهد فيه الصناعات الإبداعية نموا كبيرا في العالم، مع اهتمام واسع وتركيز من الدول والمؤسسات المعنية على موضوع الاستدامة والحفاظ على البيئة، يعمل رياديون على أفكار مميزة في مجال الصناعات الإبداعية وربطها بالحفاظ على البيئة والاستدامة، لتحسين واقع مجتمعاتهم والبيئة المحيطة، وتطوير حياتهم الشخصية بإيجاد أعمال تشبع رغباتهم واهتماماتهم ومهاراتهم. من هذه الأفكار مشروع ما يزال في بداياته المبكرة، انطلق من محافظة المفرق على يدي الريادية رهام المقبل، ليكون مشروعا متخصصا في الخياطة وتطريز الملابس للأطفال، لكن ما هو مميز في هذا المشروع، اعتمادها في مواده الخام على بقايا الملابس والقماش التي تصنع منها منتجاتها. وشرحت المقبل، التي تحمل شهادة جامعية في تخصص تربية الطفل، عن مشروعها ببساطة وقالت: "إنه يحمل اسم فستان رهام، وهو مشروع مشغل خياطة موقعه حاليا في منزلها تعمل من خلاله على تصميم فساتين للأطفال من خلال بقايا الأقمشة، وخياطتها بتصاميم مواكبة للموضة والعصر الحديث وإدخال التطريز الإلكتروني". ولفتت المقبل، إلى أن مشروعها يسهم في الحد من تلوث البيئة الناتج عن رمي هذه الأقمشة أو حرقها، مما يتسبب بانبعاث غاز الكربون في الجو. وبينت المقبل أن المشروع الآن في مرحلة التطوير والتخطيط لإدخال التكنولوجيا عليه مثل، استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل الآلات واستخدامها في التطريز الإلكتروني الحديث، وإدخال الذكاء الاصطناعي بتصميم الأزياء. وفكرة مشروع " فستان رهام"، من بين 100 فكرة ريادية أردنية شاركت في "تحدي هاكاثون الريادة"، الذي أطلقته العام الماضي وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة لدعم الرياديين في مختلف محافظات المملكة، وحل المشاكل والتحديات في ثلاثة قطاعات اقتصادية حيوية هي: التعليم، السياحة والزراعة، حيث تأهل مشروع المقبل إلى مرحلة الحضانة لستة أشهر ستستفيد منها في مجال الإرشاد والدعم، لمساعدتها في تحويل مشروعها إلى مشروع اقتصادي ناجح. إلى ذلك، قالت المقبل: "إنها بدأت بالتفكير والعمل على مشروعها في العام 2019، وذلك بعد معاناتها الطويلة لإيجاد فرصة عمل، لتطوع فيه اهتمامها ومهارتها في الخياطة والتطريز التي تمتلكها منذ الصغر". وبينت أنها تجمع المواد الخام وبقايا الأقشمة من محلات الأقمشه ومحلات الخياطة، ليجري العمل على فرزها واختيار المناسب منها لتصميم فساتين للأطفال والعمل على تصميم وخياطة الفساتين وعرضها في السوق وتسويقها وبيعها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو البيع المباشر. وعن تعريفها الخاص لريادة الأعمال، ترى المقبل أنها "القدرة على تحديد الفرص وتحويلها إلى أفكار مبتكرة ومنتجات أو خدمات جديدة، مع إدارة الموارد المتاحة بطريقة فعالة لتحقيق النمو والربح". وأكدت المقبل أن رحلة الريادة ليست سهلة، فهي محاطة بالكثير من التحديات منها التحديات العامة مثل تحدي إيجاد التمويل المناسب والحصول عليه وخصوصا إذا ما أراد الريادي التوسع في الإنتاج أو إضافة تقنيات حديثة، وتحدي إدارة الوقت وتنظيم العمل بين التصميم، الخياطة والتسويق، فضلا عن تحديات مواكبة التطور واتجاهات الموضة ودمجها مع المنتجات، وتحدي بناء العلامة التجارية وخلق هوية بصرية قوية تبرز فكرة إعادة التدوير. وأما عن التحديات التي تواجه مشروعها على وجه الخصوص، فقد أوضحت أنها تتمثل بجمع المواد الخام وتحديد مصادر مستدامة ومستمرة لهذه الأقمشة، وتحديات فنية، في مجال التعامل مع القص بأحجام مختلفة وتنسيقة لتصميم منتج جذاب، ودمج العناصر المعاد تدويرها بأسلوب عصري يناسب جميع الأذواق، وتحدي التسويق وتوعية العمل