عمان – يترقب قطاع الشحن البحري التزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف إطلاق النار في غزة، والتزام جماعة أنصار الله الحوثيين بوقف استهداف السفن التي تعبر مضيق باب المندب، لعودة حركة البواخر إلى طبيعتها عبر المضيق، حسب خبراء في الشحن البحري والتجارة.
ويرى الخبراء أنه من المبكر توقع تحسن حركة الشحن والعودة إلى العبور من خلال مضيق باب المندب بدلا من الالتفاف عبر رأس الرجاء الصالح، مبررين ذلك بأن الأمر يحتاج وضع جداول جديدة لشركات الشحن بناء على المستجدات.
وأكدوا أن عودة الشحن البحري إلى طبيعته عبر مضيق باب المندب سينعكس إيجابا على كلف الشحن والتأمين للحاويات تحديدا.
ودعوا الجهات المختصة إلى الإبقاء على رسوم المناولة في ميناء الحاويات بالعقبة بدون زيادة حتى لا تؤدي الزيادة إلى رفع أسعار البضائع.
وأظهرت معطيات إحصائية للنقابة اللوجستية الأردنية الأسبوع الماضي، أن عدد الحاويات المحملة بالبضائع الواردة إلى المملكة عبر ميناء حاويات العقبة، بلغت 427 ألف حاوية خلال العام الماضي، مقابل 445 ألف حاوية في 2023، بتراجع بلغ 4 %.
وبلغ عدد الحاويات المحملة بالبضائع والصادرة لخارج المملكة عبر الميناء خلال العام الماضي 109 آلاف حاوية، مقارنة مع 125 ألف حاوية لعام 2023، بانخفاض نسبته 13 بالمائة.
خبير النقل البحري الدكتور دريد محاسنة اعتبر أنه من الصعب حاليا أن تغير شركات النقل البحري مسار خطوطها من رأس الرجاء الصالح والعودة إلى مسار باب المندب في ظل عدم وضوح الموقف حول وقف إطلاق النار ومدى التزام الاحتلال الإسرائيلي به.
وتوقع المحاسنة تحسن حركة الشحن عبر باب المندب في حال وقف دائم لإطلاق النار والتزام الاحتلال الإسرائيلي به وما يتبعه من سماح الحوثيين بعبور طبيعي لكل البواخر.
من جانبه، قال النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة الأردن ممثل قطاع الخدمات والاستشارات جمال الرفاعي: إن الوضع الحالي في ميناء العقبة مستقر، ولا مشاكل لدى البواخر أو بتوفر الحاويات الفارغة أو في مواعيد تسليم البضائع".
وأكد الرفاعي أنه من المبكر الحديث عن آثار وقف إطلاق النار، الذي يمر بعدة مراحل فالعالم يترقب مدى التزام الاحتلال الإسرائيلي به، وبناء عليه فالشركات تراقب استقرار الاتفاق وديموته.
وقال: "لا أظن أن تأخذ شركات الشحن البحري أي قرارات بالعودة للمرور من خلال مضيق باب المندب إلا بعد إعلانات رسمية من قبل كل الأطراف حول الالتزام بوقف إطلاق النار وإعلان جماعة أنصار الله الحوثيين بوقف استهداف بواخر وسفن الكيان أو التي تتعامل معه، فقرار عدم عبور البواخر قرار يمني والعودة إلى السماح بالعبور يمني أيضا، ولا يزال من المبكر الحديث عنه".
يذكر أن مضيق باب المندب شهد تراجعا في حركة البواخر بنسبة
64.6 % خلال العام الماضي، مسجلة 9,608 بواخر فقط مقارنة بـ27,157 باخرة في العام 2023. وفي المقابل، ارتفعت أعداد البواخر العابرة في رأس الرجاء الصالح بنسبة 62.6 %، لتصل إلى 29,047 باخرة مقارنة بـ17,862 باخرة في العام 2023.
من جهته، يرى أمين عام نقابة ملاحة الأردن الكابتن محمد الدلابيح أن شركات النقل البحري تترقب استقرار الأوضاع والالتزام بوقف إطلاق النار لتضع جداول إبحارها ومسارات الإبحار، والتي يتم وضعها كل ثلاثة أشهر للعودة إلى مسار مضيق باب المندب.
وقال إن آثار العودة لمسار مضيق باب المندب يحتاج أشهرا لنلمس آثاره، ما سينعكس إيجابا على ميناء العقبة وقناة السويس التي انخفض حجم البواخر التي تمر عبرها إلى النصف بسبب الأحداث في مضيق باب المندب.
وانخفضت أعداد البواخر العابرة في قناة السويس بنسبة 55 %، حيث بلغت 12,09