عواصم- واصلت قوات الاحتلال الصهيونية أمس عمليتها العسكرية في مخيم جنين لليوم الرابع بعد أن فرضت عليه حصارا شاملا، في حين قالت المقاومة إنها خاضت اشتباكات ضارية بالمخيم وفي بلدة قباطية القريبة شمالي الضفة الغربية.
وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال فرضت حظر التجوال في المخيم من ساعات المساء وحتى الصباح، كما أغلقت كل المنافذ المؤدية إليه.
وأضافت المصادر أن القوات المهاجمة ما تزال تحاصر المراكز الطبية والمستشفيات في المخيم.
وتابعت أن جرافات الاحتلال هدمت المزيد من المنازل، في وقت ذكر فيه الهلال الأحمر الفلسطيني أن مسنا فلسطينيا أصيب برصاص الجنود الصهاينة في المخيم.
وصباح أمس، حلّقت طائرات مسيرة إسرائيلية بكثافة في سماء المخيم، بحسب مصادر فلسطينية.
وكان جيش الاحتلال بدأ الثلاثاء الماضي عملية عسكرية أطلق عليها "السور الحديدي"، وقال إنها تستهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية المسلحة بالمخيم.
وحتى الآن أسفر الهجوم عن استشهاد 12 فلسطينيا -اثنان منهم في قرية برقين غرب جنين- وإصابة أكثر من 50 واعتقال عشرات آخرين.
في غضون ذلك، قالت سرايا القدس-كتيبة جنين أمس إنها خاضت مع كتائب القسام وشباب الثأر والتحرير معارك ضارية ضد قوات الاحتلال في مخيم جنين.
وأضافت السرايا أن المقاتلين أمطروا القوات المهاجمة بزخات من الرصاص، وفجروا عبوات في قوات المشاة محققين إصابات مؤكدة.
وبالتوازي مع حصارها مخيم جنين، توغلت قوات الاحتلال صباح أمس في بلدة قباطية الواقعة جنوبي المحافظة، وحاصرت منزلا بالبلدة.
وقالت مصادر إن القوات انسحبت من محيط المنزل المحاصر بعد اتضاح أنه فارغ من السكان، مشيرة إلى أنها اعتقلت شابا ودمرت الدوار الرئيسي للبلدة قبل انسحابها من المنطقة.
وقالت سرايا القدس-كتيبة جنين إن عناصرها بقباطية خاضوا "معارك ضارية" ضد القوات الصهيونية في محيط المنزل المحاصر، وفجروا عبوة ناسفة بآلية عسكرية في محور القدس محققين إصابات مؤكدة.
كما اقتحمت قوات صهيونية فجر أمس بلدتي عرابة واليامون شمال وغرب جنين، ونفذت فيهما مداهمات أسفرت عن اعتقال شاب واحد على الأقل.
وما تزال قوات الاحتلال تتمركز في محيط مخيم جنين، وأبدى نائب محافظ جنين -في تصريحات لوكالة الأناضول- خشيته من حدوث اجتياح كامل للمخيم.
وقالت مصادر محلية إن اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال تُسمع بين الحين والآخر في أطراف المخيم، كما قالت مصادر إن مقاومين استهدفوا قوات صهيونية بعبوة ناسفة في شارع الناصرة بجنين.
وكانت كتائب القسام وسرايا القدس أكدتا في الساعات الماضية أنهما تخوضان اشتباكات ضارية ضد القوات المتوغلة، مؤكدتين تحقيق إصابات في الجنود الصهاينة وآلياتهم.
وأقر الجيش الصهيوني أول من أمس بإصابة جندي خلال اشتباك مع مقاوميْن تحصنا في منزل وانتهى باستشهادهما.
ومنذ بدء العملية العسكرية في مخيم جنين، هجّرت قوات الاحتلال مئات السكان من منازلهم، واستخدمت أساليب وصفها الفلسطينيون بالقمعية.
وكانت مصادر من داخل المخيم قالت إن القوات المتوغلة أخضعت الأهالي للمرور عبر أجهزة للتعرف على بصمات العين والوجه بهدف اعتقال من قالت إنهم مطلوبون لها، تزامنا مع الحصار المشدد الذي تفرضه على المخيم.
كما أكدت مصادر من داخل المخيم أن قوات الاحتلال اعتقلت عشرات الشبان، ولم يُعرف مصيرهم بعد.
ووفق مصادر محلية، فإن طائرات "كواد كابتر" الصهيونية تهدد كل من يتحرك من الفلسطينيين في المخيم.
و"كواد كابتر" طائرة مروحية مسيرة طورها جيش الاحتلال، واستخدمت بكثافة منذ بدء معركة طوفان الأقصى في عمليات استخبارية، واستهداف المدنيين.
وخلال توغل