عمان- _- تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان اليوم، الفيلم الجزائري "معركة الجزائر"، للمخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو، في مقر المؤسسة بجبل عمان.
واعتبر الفيلم سنة إنتاجه أضخم وأروع فيلم أنتجه بلد عربي، منذ ظهور الإنتاج السينمائي في مصر، ويعبر الفيلم بطريقة مثيرة وموضوعية عن نضال الجزائريين من أجل الاستقلال، إذ يصور ما حدث في مدينة الجزائر نفسها من بطولات شعبية، منذ إعلان ثورة العام 1954 حتى تم للبلاد استقلالها.
وليس في الفيلم قصة مخترعة أو مؤلفة من الخيال، وإنما يصوغ السيناريو، في أسلوب نصف تسجيلي، تلك الأحداث الحقيقية للثورة الجزائرية التي شملت الاستعمار الفرنسي الذي تمكن من احتلال البلاد نحو 130 عاما (1830 - 1961) إلى أن استطاع الشعب، بقيادة جبهة التحرير الوطني، طرده واقتلاع جذوره من أرض الوطن.
ووضعت الدولة تحت إمرة المخرج مدينة الجزائر كلها - بأحيائها وشوارعها وميادينها - كي تكون مسرحا لما يخرجه من أحداث يعيد فيها بناء التاريخ القريب للثورة الجزائرية.. فجاء الفيلم قطعة فنية رائعة، ووثيقة تسجيلية من صلب الواقع.. تهز أعماق كل متفرج.
وكان طبيعيا أن يشترك في تمثيل هذا الفيلم الكثير من أولئك الذين قادوا حرب التحرير من غير الممثلين، فأتت شخصياتهم في منتهى الصدق والواقعية، مثل يوسف سعدي. كما اشترك في الفيلم بعض كبار الممثلين الإيطاليين الذين لعبوا أدوار الفرنسيين، ومن أبرزهم الممثل قائد فرقة المظلات في الفيلم. معركة الجزائر هي إحدى أهم محطات الثورة الجزائرية، دارت رحاها في العاصمة خلال العامين (1956 و1957) بين الثوار الجزائريين وقوات النخبة الفرنسية.
استعمل فيها الثوار أسلوب العمليات الفدائية بكثرة، خاصة المتفجرات والاغتيالات الخاطفة بمعدل 4 عمليات يوميا في العاصمة وحدها، بينما لجأ الفرنسيون إلى أساليب جهنمية مثل عزل الأحياء عن بعضها البعض، مداهمة البيوت واعتقال المواطنين بكثافة، التعذيب الوحشي، كثرة نقاط التفتيش. الفيلم أثار ضجة كبيرة عندما تم عرضه، وقد منعت السلطات الفرنسية عرضه في بلادها.