عمان- يقول الكاتب المسرحي للأطفال محمد عفان شريتح: "إن مسرح الطفل يحمل رسالة سامية وقدرة على التأثير المباشر على عقل ومخيلة الطفل، لأنه أكثر الفنون ثراء ومتعة من خلال عناصر العرض المسرحي المتمثلة في كل من: (النص المكتوب، الأغنيات، الموسيقا، التمثيل، الديكور، الملابس، الإضاءة والإكسوارات)"، مشيرا إلى أن كل هذه العناصر مكملة لبعضها البعض، بخاصة بعد أن يصوغها المخرج لتصبح مشهدية تجذب الطفل إليها وتستحوذ على كل كيانه ووجدانه. ويرى شريتح الذي يجيد فن كتابة النصوص المسرحية للأطفال، أن الفكرة هي الأساس في تنفيذ العمل المسرحي للطفل، موضحا، أن تكون صالحة للعرض ما قبل المدرسة، وقد لا تصلح لأطفال مرحلة عمرية تالية، لكن في الواقع يتم اختيار الفكرة ومعالجتها لتكون صالحة للطفل والأسرة، لأن الطفل لا يشاهد العرض المسرحي بمفرده، بل يأتي بصحبة أسرته. ويعتمد شريتح، على موهبته وشغفه بكتابة نص المسرحية الذي كان مصباحا أنار طريقه في هذا المجال، وفق قوله، فكانت الخطوة الأولى بكتابة نص مسرحية الأطفال بعنوان "الغابة السعيدة"، حتى تمكن من الوصول إلى مسرح مهرجان جرش في دورته السابعة والثلاثين بعرض مسرحية بعنوان "الأميرة والصندوق"، واستطاع من خلالها الوصول إلى مخاطبة عقول الأطفال بكل سلاسة ومتعة، لأن أحداث المسرحية جاءت مواتية مع الظرف التفاعلي للحضور. وأكد في حديثه لـ "الغد"، أن خبرته بالمجال الإنساني تجعله يكرس حياته ليعطي النصائح والتعليم الصحيح، فكان يستهدف عقول الأطفال ومجتمعهم، لافتاً إلى ضرورة أن تتمتع مسرحية الطفل بلغة بسيطة، حيث تصل لكل الأعمار التي تتلقى هذا العرض، سواء أكانت المسرحية مكتوبة بالفصحى أو بالعامية، وفي حالة الفصحى نبحث عن المفردات البسيطة والسهلة القريبة من الكلام العادي. أما العامية، فهي الأكثر جذبا للأطفال، لأنها هي اللغة التي يتعاملون بها يوميا في البيت وفي الشارع والمدرسة. ويعلل، لذلك يجب أن تكون الصياغة قائمة على السجع والجمل القصيرة حتى تجذب الأطفال، إلى جانب الأغنيات الملحنة والرقصات الإيقاعية الجميلة، ومراعاة أن يلعب الخيال دورا كبيرا في عروض المسرحية للأطفال، وطرح القيم الأخلاقية والإيجابية، ولا مانع من وجود معلومات موظفة فنيا، حيث لا تكون مقحمة على النص. وتتلمذ شريتح كتابة السيناريو على يد الكاتب حسن الناجي الذي علمه الأبجديات الأولى في علم كتابة السيناريو، ليكرس ذلك في تطوير مهاراته في كتابة النص المسرحي للأطفال، بعد أن اتجه إليه بمساعدة مدرسة الموسيقا في معهد الفنون الجميلة في إربد، ليقدم العديد من المسرحيات للأطفال تتضمن رسائل لهم عن طريق الدمى، وعن طريق ألعاب ومسابقات، تهدف إلى ترسيخها بعقل الطفل. وكتب مسرحيات عدة، للأطفال من أبرزها: سلسلة "الغابة السعيدة"، التي تحتوي على أكثر من خمس مسرحيات، تحمل كل مسرحية في طياتها رسالة هادفة للأطفال تتمثل بـ"الصدق والأمانة وحب الآخرين"، بعد ذلك، استغل جائحة "كورونا"، ليكتب "الغابة بزمن كورونا"، التي تتحدث في مضمونها عن كيفية الوقاية من الجائحة من خلال التباعد السليم، ليكتب بعد ذلك، "حكايات سندباد"، وتتضمن أفكارا وقصصا كثيرة، لينطلق بعد ذلك إلى فضاء مسرح مهرجان جرش للثقافة في دورته السابعة والثلاثين ويقدم مسرحية "الأميرة والصندوق"، وقدمها أيضاً ضمن فعاليات مهرجان الفحيص للثقافة والفنون في دورته (31)، وهذه المسرحية من إخراج محمود البطانية ومدتها 30 دقيقة. وعاد شريتح ليؤكد مرة أخرى، أن مسرح الطفل مسرح نوعي بالأساس، أي مخاطب لفئة معينة سواء بالتعليم أو الترفيه أو التثقيف والتوجيه سواء بمشاركة الطفل ف