عمان– ما يزال تطبيق الذكاء الاصطناعي الجديد "دييب سيك" يتصدر الأخبار العالمية في قطاعات الاقتصاد والتقنية رغم مرور أكثر من عشرة أيام على إطلاقه رسميا، كيف لا ، وقد خلط "التنين الصيني" الأوراق في سوق الذكاء الاصطناعي وأحرج عمالقة التقنية الأميركية بعد انتشاره بسرعة "انتشار النار في الهشيم". وحظي التطبيق الصيني الجديد "دييب سيك"، باهتمام صناعة التكنولوجيا بأكملها في أميركا وخارجها مدعوما بمجانيته ومزاياه المتقدمة وبات منافسا بقوة لبرامج الذكاء الاصطناعي الأميركية على رأسها "التشات جي بي تي"، رغم أن عمره لم يتعد الأسبوعين. وأكد خبراء محليون أن إطلاق "دييب سيك"، لحقه إطلاق تطبيق صيني آخر من قبل شركة "علي بابا"، يحمل اسم "كوين"، هو مشهد يقدم بوضوح نماذج تستطيع أن تتحدى الهيمنة الأميركية على قطاع الذكاء الاصطناعي، وتفتح آفاقا جديدة للمنافسة العالمية التي ستسهم في تسريع الابتكار، وخفض تكاليف التكنولوجيا، وتوسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم، الصحة، خدمة العملاء، البحث العلمي وغيرها من القطاعات. وقالوا إن من الصعب اليوم التنبؤ بدقة لما سيحدث من تطورات في سوق الذكاء الاصطناعي خلال المرحلة المقبلة والتأثيرات لـ" دييب سيك"، إلا أنهم أكدوا أن المنافسة الشرسة بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي ستشتعل بقوة في إطار "حرب تكنولوجية باردة"، الأمر الذي سيكون له تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية، في وقت تقدر فيه دراسات عالمية أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي سترتفع إلى 1.8 تريليون دولار في العام 2030. الرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، في تعليقه على إطلاق "دييب سيك"، قال: "بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأميركية". وزاد، يجب التركيز على التنافس في سبيل الفوز. وكانت بكين ضاعفت جهودها مؤخرا، في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أعلن الرئيس الصيني "شي جين بينغ" أن الذكاء الاصطناعي يمثل أولوية قصوى، بعد أن كانت البلاد تعتمد على الصناعة التقليدية للملابس والأثاث وغير ذلك، من الأدوات التي اشتهرت بها الصين. وعلى صعيد متصل، قال الخبراء: "إن هذه الحرب المستعرة في مجال الذكاء الاصطناعي سيرافقها تحديات أخلاقية، بما في ذلك التحيز في النماذج، انتشار المعلومات المضللة، وتأثيره على سوق العمل من خلال أتمتة المهام، فضلا عن القلق المتزايد بشأن إساءة الاستخدام، ما يضغط باتجاه تبني نهج متوازن بين الابتكار والمسؤولية، من خلال وضع معايير واضحة لضمان استخدامها بشكل آمن وأخلاقي". "دييب سيك": هو روبوت محادثة مجاني يعمل بالذكاء الاصطناعي طورته شركة ناشئة صينية، وهو مثل تطبيق "تشات جي بي تي"، مصمم "للإجابة عن الأسئلة وتحسين الحياة بكفاءة" كما يقول مطوروه، ليمثل هذا الروبوت تطورا في عالم الذكاء الاصطناعي من ناحية تدريبه وتطويره. وتكلفة بناء نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي أقل من 6 ملايين دولار، مقارنة بالمليارات التي تكبدتها الشركة الأميركية لصالح "تشات جي بي تي"، حيث اعتمدت الشركة الصينية على رقائق قديمة تتبع لشركة "انفيديا" المسيطرة على سوق الرقائق، متحدية حظر تصدير الرقائق المتقدمة من أميركا إلى الصين. وتسبب إطلاق "دييب سيك" بهذا النموذج منخفض التكلفة، خلال الأسبوع الماضي، بصدمة في الأسواق المالية وخصوصا الأسواق الأميركية التي خسرت نحو 2 تريليون دولار من القيمة السوقية للأسهم، حيث خسرت شركة "إنفيديا" العملاقة لصناعة الرقائق وحدها حوالي 600 مليار دولار من قيمتها السوقية يوم الإثنين الماضي، وتعد أكبر خسارة في يوم واحد في تاريخ أميركا. الخبير في مجا