رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقلع هذا الصباح إلى زيارة حرجة في واشنطن تصل إلى ذروتها يوم الثلاثاء – حين يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الغرفة البيضوية في البيت الأبيض. في اللقاء سيحاول الزعيمان تركيب لوحة فسيفساء الشرق الأوسط وتقرير سلم الأولويات في كل المواضيع الملحة التي على جدول الاعمال. في الطريق إلى هناك يعرف، كما يعرف نتنياهو، ستكون لنتائج اللقاءات تداعيات أيضا على مصير الحكومة وموعد الانتخابات التالية. نتنياهو هو الزعيم الأجنبي الأول الذي يدعى إلى لقاء ترامب، وسيفرش له البساط الأحمر ويستضيفه في المضافة الرسمية، البلير هاوس. ولاحقا سيدعى رئيس الوزراء إلى وليمة احتفالية في البيت الأبيض. في إسرائيل يولون أهمية كبيرة جدا في اللقاءات مع ترامب ويؤمنون بأن رئيس الوزراء يمكنه أن يؤثر على ترامب في تصميم سياسته للشرق الأوسط. صحيح أن لترامب غرائزه وهو يتحدث عن الشرق الأوسط قبل 20 كانون الثاني وبعده، لكن في مواضيع كثيرة لم تتخذ بعد قرارات. "في أعقاب لقائه مع ترامب سيكون ممكنا بلورة السياسة"، يشرح مسؤول إسرائيلي، "حتى ذلك الحين لا يوجد الكثير من المساحة للتقدم". وعليه فإن المواضيع التي ستبحث في اللقاء وتصمم سلم أولويات سياسة الإدارة في المنطقة للفترة القريبة القادمة واسعة وتتراوح من صفقة المخطوفين ومسألة اليوم التالي في القطاع وحتى مسائل إقليمية أوسع ترتبط بهذا الشكل أو ذاك بغزة أيضا. إحدى المسائل المركزية التي سيبحثها الرجلان هي ما هو الأسبق: معالجة التهديد الإيراني أم التطبيع مع السعودية. ظاهرا، القصة السعودية مع الغلاف الأمني منتهية بما يكفي. نعرف كيف سيبدو التطبيع. إلى جانب ذلك نعرف أيضا بأن السعوديين لن يتقدموا إلا إذا كان وقف إطلاق نار دائم. وعليه فمن غير المستبعد أن يحاول نتنياهو إقناع ترامب بالسير أولا بالذات نحو التهديد الإيراني. فخطوة كهذه ستخدم أيضا مصالح السعوديين وتعطي زمنا إضافيا لاتخاذ القرارات في موضوع غزة. إضافة إلى ذلك، فان معالجة جذرية لإيران ستسهل لاحقا على إدارة ترامب خلق أثر دومينو لتطبيع لا يضم فقط السعودية بل ودول أخرى كأندونيسيا، ماليزيا، سورية، لبنان، الكويت، عُمان وهكذا دواليك. بالمقابل إذا فضل ترامب البدء بالسعودية فإن هذا من شأنه أن يضع حكومة نتنياهو في اختبار وجودي. في هذا السيناريو، يمكن للرئيس الجديد أن يحشر نتنياهو في الزاوية كي ينهي الحرب ما يمكنه أن يسقط الحكومة ويؤدي إلى انتخابات مبكرة. ومع ذلك، كما أسلفنا في إسرائيل يفهمون بأن المسألة الإيرانية على أي حال تنخرط في المبنى الإقليمي. إسرائيل من جهتها كان يودها أن ترى عقوبات أميركية شالة مرفقة بخيار عسكري مصداق، فيما تكون خيارات ترامب هي اتفاق نووي او حملة عسكرية. في الطريق إلى هناك يحتمل أن تكون عقوبات مع تهديد عسكري على خلفية رسالة ترامب في انه لن تكون لإيران قنبلة نووية. وبالتالي، البحث هو كيف التأكد من تحقق هذا الهدف. في نظر ترامب لا يريد أن يفتح حروبا وإيران ليست حربه، لكن بالتأكيد توجد حروب لآخرين يمكنه أن يساعد فيها. وهكذا يعفي نفسه ترامب من التضارب بين الرغبة من شأن يكون محقق السلام وبين القدرة على مساعدة إسرائيل على الانتصار في حروبها. بالنسبة للأسئلة الأكثر فورية، فإن الرئيس بايدن خطيا والرئيس ترامب شفويا قالا لنتنياهو انهما لن يريا في العودة إلى القتال خرقا للاتفاق إذا لم يتحقق اتفاق، لكن واضح للجميع أن هذا اكثر تعقيدا. فالأميركيون مشغولون ببناء أعمدة لسياسة إستراتيجية فيما يؤثر الأمر على الأمر الآخر. بين المواضيع الأخرى التي ستطرح في اللقاء توجد أيضا