بمرور 484 يوما منذ اختطاف عوفر كلدرون، يردين بيباس وكيف سيغال تحرروا أمس من الأسر وعادوا إلى إسرائيل. عودتهم المفرحة يجب أن تعزز التزام بنيامين نتنياهو وحكومته لاعادة كل المخطوفين إلى البلاد حتى آخرهم. محظور السماح لليمين المتطرف بجر إسرائيل عائدة إلى الحرب، بثمن التخلي عن المخطوفين لموتهم.
الأيام القريبة القادمة ستحسم إلى أين وجهة إسرائيل. قبيل المفاوضات بين إسرائيل وحماس على المرحلة الثانية، التي يفترض أن تبدأ غدا، يقلع نتنياهو اليوم إلى الولايات المتحدة للقاء بالرئيس الأميركي. دونالد ترامب دعاه كي يتأكد من أن نتنياهو ملتزم بالمرحلة الثانية. الأميركيون لا يمكنهم أن يكونوا اكثر وضوحا: هذا ما يريدون. من أجل هذا ارسل إلى المنطقة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، الذي تنقل بين كل الجهات ذات الصلة. ليس مثل بعض من الحكومة، الأميركيون جديون في رغبتهم في أن تنفذ إسرائيل الاتفاق بكل مراحله وفي نهايته "يوم تالي" جديد في الشرق الأوسط: تطبيع مع السعودية.
الضغط الأميركي على نتنياهو مهم في ضوء الضغط الذي سيواصل اليمين المتطرف ممارسته عليه. في ظل تهديدات بتفكيك الحكومة اذا لم يعد إلى القتال. بتسلئيل سموتريتش يواصل الحديث عن احتلال غزة، وأحاديث ترامب عن نقل السكان فتحت له الشهية للترحيل.
على نتنياهو وترامب ان يبقيا إسرائيل على المسار الذي بدأت تتقدم فيه: نهاية الحرب وإعادة كل المخطوفين. هذا هو الطريق الوحيد. هام بقدر لا يقل الحفاظ على الاتصال البصري بالواقع. لا ينبغي التحلي بالاوهام عن حلول من العدم للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني كالترحيل إلى مصر وإلى الأردن. لمن كان بحاجة إلى تذكير من الواقع فقد أوضحت السعودية، الجامعة العربية، مصر، الأردن، قطر، اتحاد الامارات والسلطة الفلسطينية كلها بانها لن تقبل اقتراح ترامب باي حال، ودعت الاسرة الدولية لان تبدأ بتنفيذ عملي لحل الدولتين. الواقع يلزم أيضا بتسمية البديل السلطوي لحماس باسمه. فمحاولة عرض الجهات التي ستسيطر في معبر رفح إلى جانب القوة الأوروبية كـ "أناس يتماثلون مع فتح لكنهم لا يعتبرون أناس السلطة الفلسطينية" هي سخيف. بديل حماس يسمى السلطة الفلسطينية. حان الوقت للتوقف عن نثر الرمال في عيون الجمهور. أزمات في المحادثات على المرحلة الثانية ستؤدي إلى تأخير في تحرير المخطوفين الذي ينفذ بالتوازي. على نتنياهو أن يكمل الصفقة، ان ينهي الحرب، ان يعيد إلى الديار كل المخطوفين وان يتعاون مع الأميركيين والجهات الإقليمية التي تحاول إنتاج اليوم التالي في الشرق الأوسط.