ليس صدفة ان غريزة الامومة لعيناب تسنغاوكر والموجهة لإنقاذ حياة ابنها متان الأسير في قطاع غزة قادتها إلى واشنطن. فقد فهمت أنها إذا كانت تريد ابنها عائدا على قيد الحياة فإن عليها أن تلتف على حكومة إسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو وتتوجه مباشرة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فقط هكذا يكون لها احتمال لأن تتأكد بأن المرحلة الثانية من صفقة المخطوفين بين إسرائيل وحماس ستخرج إلى حيز التنفيذ. واضح لتسنغاوكر – مثلما للكثير من عائلات المخطوفين، والجمهور بعامة – بأنه لو كانت الأمور منوطة بحكومة إسرائيل ورئيسها فمن شبه المؤكد انه ما كانت الصفقة الحالية لتخرج إلى حيز التنفيذ. وحده الضغط الذي مارسه ترامب مباشرة على نتنياهو سمح بأن يخرج إلى حيز التنفيذ الخطة التي نسجت بكاملها برعاية إدارة بايدن وكانت على الطاولة منذ شهر أيار. الفرق بين منحى أيار والاتفاق الحالي يتلخص في القائمة الاسمية للمخطوفين والتي تغيرت في اعقاب قتل المخطوفين في الاسر وإعادة جثثهم إلى البلاد. تسنغاوكر، عائلات المخطوفين وكثيرون في الجمهور يفهمون جيدا بأن الأمور تنطبق أيضا على تنفيذ المرحلة الثانية. كل تأخير يعرض حياة المخطوفين للخطر، والوحيد الذي لديه القدرة للضغط على نتنياهو للقيام بما هو الملقي على عاتقه كرئيس وزراء إسرائيل (بخلاف موقف الحكومة حتى الآن) ولإعادة كل من اختطف تحت ورديته إلى البلاد – هو ترامب. ولهذا فان تسنغاوكر هناك في واشنطن كي تطلب من ترامب "الا يسمح لنتنياهو للتضحية بحياة متان وباقي المخطوفين". تحاول تسنغاوكر توجيه عيني ترامب إلى الحقل السياسي الإسرائيلي لفهمها أن عيني نتنياهو تنصبان حصريا إلى هناك. "نتنياهو وشركاؤه يحاولون تخريب الاتفاق، المتطرفون يهددونه بتفكيك الحكومة، وفي محيطه يتحدثون منذ الآن عن وجوب العودة إلى القتال"، شرحت تقول وأضافت: "نتنياهو سيحاول خداعك مثلما خدع بايدن – فلا تسمح له". تشدد عائلات المخطوفين على موضوع الزخم وتدعو رئيس الوزراء الا يخلق "فجوة خطيرة" بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية. غير أن في هذه الاثناء، نتنياهو، محيطه، "مصدر سياسي"، وأبواقه يواصلون إطلاق رسائل متضاربة كأنهم يرغبون عن قصد تفويت الزخم. بالإنجليزية يقول شيئا ما، بالعبرية شيئا آخر وبيبيا شيئا ثالثا. كما يناسب من عيناه لا تركزان الا على هدف واحد:هو بقاؤه. على ترامب أن يعرف أن لنتنياهو شبكة أمان سياسية لاتمام الصفقة ولهذا فلا توجد معاذير. الطريق إلى الاتفاق مع السعودية، الذي يريده جدا تمر بالضرورة في انهاء الحرب وإعادة كل المخطوفين إلى إسرائيل. يجب الانضمام إلى تسنغاوكر في طلبها: "يا ترامب لا تسمح لنتنياهو بتخريب الاتفاق والرؤية".