مادبا- تشهد العديد من شوارع محافظة مادبا، انتشار ظاهرة "التفحيط" بالمركبات بين فئة الشباب، ما يثير استياء واسعا في أوساط السكان، لا سيما أن مرتكبي ذلك السلوك ينشطون في أوقات متأخرة في الليل، مسببين إزعاجا كبيرا وحالة من الخوف.
وتحدث سكان عن أن ذلك السلوك تسبب بوقوع حوادث دهس للمارة، وصدم مركبات متوقفة أمام المنازل، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن هؤلاء يستخدمون مضخمات صوت في مركباتهم.
كما حذروا من مخاطر وانعكاسات مثل هذه الظواهر السلبية، وتسببها في حدوث مشاجرات أو مشاكل اجتماعية، مؤكدين ضرورة تشديد العقوبات على من يرتكبون تلك المخالفات لردعهم والحد من تزايد انتشارها بين فئة الشباب.
وأشاروا أيضا، إلى أهمية الرقابة الأسرية في توجيه الأبناء إلى الممارسات السليمة لدى استعمالهم السيارات، فضلا عن دور المدرسة ومختلف مؤسسات المجتمع المدني في تنظيم الدورات والمحاضرات التوعوية لتعريف الشباب بمخاطر "التفحيط" والعقوبات على من يمارسه، مشددين على ضرورة تكثيف البرامج التي من شأنها ملء أوقات فراغ الشباب لتجنيبهم تلك الممارسات الطائشة التي تعود عليهم وعلى أسرهم ومجتمعاتهم بكل ضرر.
كما طالبوا، بإنشاء مطبات صناعية بالشوارع والأحياء السكنية والساحات التي اتخذها الشباب مكانا للتفحيط، منعا لاستمرارهم في هذه الممارسات المخيفة والمميتة، خاصة في الفترة المسائية كل يوم، مشيرين إلى أن انتشار المركبات المزودة بمكبرات الصوت، ينتج عنه إقلاق الراحة العامة للسكان الذين يعانون من ضوضاء السيارات والدراجات النارية ومرورها بسرعات عالية، داعين الجهات المعنية إلى تشديد الرقابة الأمنية على كل المواقع التي تمارس فيها الظواهر السلبية، ومعاقبة كل من تسول له نفسه القيام بتصرفات وسلوكيات خاطئة تضر المجتمع.
ووفق المواطن محمد جزا الغيلات، فإن "التفحيط يعد من أخطر الظواهر حاليا التي تترك الكثير من الآثار السلبية على الفرد والمجتمع؛ لأنها قد تؤدي إلى حدوث وفيات أو إصابات أو أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة، كما تسبِّب الفوضى وانتهاك الأنظمة وتعطيل الحركة المرورية".
وطالب الغيلات، الجهات المعنية بـ"ردع مرتكبي مثل هذه الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع، خصوصا المركبات التي تسير بسرعات جنونية على الشوارع الرئيسة وداخل الأحياء السكنية في الفترة المسائية، دون وجود رقيب ولا حسيب"، مشددا في الوقت ذاته، على "ضرورة إصدار تعميم بمنع بيع قطع الغيار المتسببة في تضخم الصوت في السيارات، وإلزام أصحاب المركبات بعدم تزويد مركباتهم بهذه القطع التي تنتج عنها مؤثرات صوتية تسبب تلوثا ضوضائيا وتخلق حالة من الاستقرار للمواطنين".
وقال المواطن طاهر قطيش، إن "ظاهرة التفحيط تزعج كل فئات المجتمع، خصوصا كبار السن والمرضى والأطفال، وهي ليست قضية مرورية وأمنية فحسب، بل هي قضية وطنية اجتماعية أسرية وإعلامية مشتركة بيننا جميعا، ويجب تشديد الرقابة والعقوبات بحق المفحطين والتضييق عليهم ومراقبة الأماكن التي تكون ميدانا لتفحيط".
وأضاف قطيش، "على مؤسسات المجتمع المدني أيضا، أن تعمل على الحد من هذه الظاهرة من خلال نشر الوعي بين الشباب والتذكير بأضرار الظاهرة الخطرة، وعلى الأسرة أن تراقب الأبناء للتأكد من سلامة تصرفاتهم وعدم تسليمهم سيارة إلا عند الحاجة مع مراقبة استعمالها".
وعبر المواطن محمد الشوابكة، عن "امتعاضه من الطرق البديلة التي يتبعها الشباب من حيث التفحيط والتلاعب بأصوات مركباتهم"، مشيرا إلى أن "الحل المثالي لتلك التصرفات، هو إيجاد مساحات استعراض ومواقع تتناسب مع الشباب لممارسة هواياتهم وتكون الأماكن آمنة ولا تعرضهم ل