عمان - أكد السفير الفرنسي لدى الأردن أليكسي لوكوور غرانميزون، على موقف فرنسا المعارض لأي نقل قسري لسكان قطاع غزة أو أي تهجير سواء منها أو من الضفة الغربية، محذرا من أن ذلك سيمثل “انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، ومساسا لتطلعات الفلسطينيين الشرعية، وعائقًا جسيمًا لحل الدولتين وعاملًا جسيما يزعزع استقرار شريكينا المقربين، الأردن ومصر، واستقرار المنطقة برمتها”.
وشدد غرنميزون في مؤتمر صحفي لممثلي الصحف ووسائل الإعلام عقده أمس في مقر إقامته بجانب السفارة الفرنسية بعمان حول “الحرب في غزة - دعم فرنسا لحل الدولتين”، على دعم فرنسا الكامل للأردن “الدولة الصديقة والحليفة” لفرنسا، كما قال رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون.
وأشار غرنميزون إلى أن التصريحات “الخطيرة” بشأن النقل القسري للفلسطينيين، تمثل انتهاكا ومساسا بالشرعية الدولية وعائقا جسيما امام حل الدولتين وتهديدا لاستقرار الأردن والمنظقة بأكملها.
وفي جوابه عن سؤال لـ “الغد” حول أدوات فرنسا للضغط الدولي نحو ضرورة المضي في إطار حل الدولتين، قال السفير إن فرنسا ترى أن المقاربة التي يتم اعتمادها، تقوم على تعزيز التوافق الدولي، مذكرا بأن فرنسا صوتت لصالح كافة القرارات الداعية لوقف إطلاق النار في غزة، وبخاصة مشاريع القرارات التي تقدم بها الأردن للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف، إن فرنسا قامت بالتصويت على القرارات التي كانت تدين الاستيطان بالضفة الغربية والداعية لإنهاء الاحتلال، مؤكدا مساعي بلاده لتعزيز هذا التوافق.
وفي الإطار ذاته، أوضح أنه تم اتخاذ عدة إجراءات سواء على المستوى الوطني أو الأوروبي ضد “المستوطنين العنيفين في الضفة الغربية”، لافتا لمواصلة العمل في هذا الاتجاه.
وأشار أيضا لتصريحات الرئيس الفرنسي حول إمكانية للاعتراف بدولة فلسطينية عبر التنسيق مع الشركاء العرب والأوروبيين، منوها لأن ذلك سيكون “هدف الاجتماع المزمع عقده بنيويورك في حزيران (يونيو) المقبل”.
وجدد التذكير أيضا بقرار فرنسا بعدم تصدير أسلحة قد تستخدم في غزة من إسرائيل.
فرنسا تواصل جهودها لتنفيذ حل الدولتين
إلى ذلك، أكد أن فرنسا ستواصل حشد جهودها من أجل تنفيذ حل الدولتين، الذي يمثل الحل الوحيد الذي من شأنه ضمان السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين في الأجل الطويل.
وقال “لا يجب أن يندرج مستقبل قطاع غزة في إمكانية سيطرة دولة أخرى عليه بل في إطار دولة فلسطينية مستقبلية، برعاية السلطة الفلسطينية”، مجددا تأكيده على أن فرنسا ستواصل التشديد على معارضتها للاستيطان، المنافي للقانون الدولي، وعلى أي احتمال ضم أحادي الجانب للضفة الغربية.
وفي تعليقه على التصريحات الأخيرة بخصوص إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، جدد السفير موقف بلاده الداعم لقيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة، ولا بديل عنها.
شراكة إستراتيجية بين الأردن والاتحاد الأوروبي
وعن الشراكة الإستراتيجية بين الأردن والاتحاد الأوروبي، أكد غرنميزون أن مبادرة الاتحاد الأوروبي سريعا لتوقيع اتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع الأردن، “يمثل رسالة سياسية قوية مفادها انه في الوقت الذي علقت فيه المساعدات الأميركية لمدة ثلاثة أشهر”.
وأضاف أنه “في الوقت ذاته يواصل الاتحاد الأوروبي مساعداته في كافة أبعادها، حتى إنه زاد هذه المساعدات بشكل كبير”، مشيرا لأنه “ستتم زيادة هذه المساعدات على مستوى التمويل الشامل، بمبلغ إضافي قيمته 500 مليون يورو، بالإضافة لزيادة المنح وخاصة في قطاع الاستثمار”.
وتابع، إن فرنسا ستواصل تقديم هذه المساعدات وتعزيزها قدر الإمكان، بالقطاعات الإستراتيجية