منذ اللحظة الأولى التي يدخل فيها الزائر لمعرض "النجمات العربيات – DIVAS: من أم كلثوم إلى داليدا"، يشعر وكأنه يعود لمحطات ذهبية من الزمن الجميل، حيث تأسره سحر التفاصيل المبهرة، وترتسم على وجهه ملامح الدهشة والانبهار.
يدرك حينها أنه على أعتاب رحلة لا تُنسى إلى الماضي، حيث الفن الأصيل وجمال اللحظات الخالدة في الوجدان.
المرأة في الموسيقا والسينما
تبدأ الرحلة مع ظلال فيروز، وأسمهان، وكوكب الشرق أم كلثوم، وداليدا، ووردة، وسعاد حسني، وليلى مراد، وصباح، وغيرهن من النجمات اللواتي سطرن بأصواتهن وأعمالهن إرثا فنيا عربيا خالدا لا يتكرر.
بين الغناء والمسرح والسينما، يسلط المعرض الضوء على دور المرأة في الموسيقا والسينما العربية، وتأثيرها العميق في المشهد الثقافي.
انطلقت فعاليات المعرض في عمّان يوم 8 نوفمبر 2024، تحت رعاية سمو الأميرة ريم علي، وبالتعاون مع مؤسسة آنا ليند ومعهد العالم العربي في باريس. ويقام المعرض لأول مرة في الشرق الأوسط والأردن، ولأول مرة باللغة العربية، ليشكل محطة فنية لافتة.
يستمر المعرض حتى 20 فبراير 2025 في جاليري رأس العين بعمان، حيث يستقبل الزوار يوميًا من الساعة 10 صباحا حتى 7 مساءً، باستثناء أيام الثلاثاء. ويأتي هذا الحدث ضمن فعاليات جمعية أصدقاء مهرجانات الأردن، ليعيد إحياء إرث نجمات شكلن حالة فنية استثنائية.
إرث النجمات العربيات
ويعد المعرض فرصة فريدة لعشاق الموسيقا والسينما، لاستكشاف إرث النجمات العربيات، ويأتي هذا الحدث بعد النجاح الكبير الذي حقّقه المعرض في باريس سنة 2021، بدعم من وزارة الثقافة الفرنسية.
ويهدف أيضا إلى تكريم النساء الرائدات في مجالات الموسيقا والسينما والمسرح وفن الرقص، إذ يضم مجموعة مختارة من الصور النادرة، وملصقات الأفلام، والرسوم البيانية، وفساتين المسرح، والأغراض الشخصية للنجمات، بالإضافة إلى مقابلات حصرية مع شخصيات شهيرة مثل أم كلثوم، وداليدا، وأسمهان، وفيروز، وغيرهن.
ويضم مجموعة متنوّعة من المحاور التي تُركّز على دور المرأة في الموسيقا والسينما العربية وتأثيرها الثقافي العميق، ومن بينها استعراض كيفية بروز النساء في المشهد الثقافي، وتكريم للمغنيات العربيات اللواتي شكلن جزءاً مهماً من هذا الإرث، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأداء النسائي في الأفلام والموسيقا العربية وتأثيره المستمر على الساحة الفنية.
رحلة عبر حقبات ماضية من الزمن
عند دخول المعرض، يستقبل الزوار أنغام أغنية "بنت الشلبية"، لتأخذهم في رحلة عبر حقبات ماضية من الزمن. ومع كل خطوة، يعودون بالزمن إلى الوراء، حيث يقرأون عن النضال النسوي في مصر، ويتنقلون بين صور شخصيات نسائية بارزة مثل هدى شعراوي، وسيزا النبراوي، وصفية زغلول، وغيرهن من الرائدات اللواتي سطرن قصصا بالتاريخ وقدمن نضالا شرسا من أجل تحرير المرأة العربية.
وفي أجواء من الحنين، يمكن للزوار الاضطلاع على آلة الطابعة القديمة، والتأمل في الجرامافون والأسطوانات الكلاسيكية التي تعود للزمن الماضي.
ومن هناك، تأخذهم الرحلة إلى عالم فن الرقص، حيث يكتشفون أبرز رموزه، من بديعة مصابني إلى عزيزة أمير، وبهيجة حافظ، وتحية كاريوكا. يتجولون بين صورهن النادرة، ويطلعون على بعض مقتنياتهن الشخصية، بينما تعرض أمامهم مقاطع فيديو قصيرة تظهر مسيرتهن الفنية.
الرحلة تستمر مع الأصوات الذهبية، حيث يجذبهم صوت وردة الجزائرية وهي تغني "بلاش تفارق"، تأخذهم في لحظات من الطرب الأصيل. وبينما يتنقلون بين مقتنياتها الفريدة، من أزياء وإكسسوارات تزينت بها على خشبة المسرح، يجدون أنفسهم أمام مجموعة من الصور التذكارية والمقابل