عمان- يشكل المخرج والمؤلف والمعالج الدرامي الأردني محمد العوالي، رؤية ثاقبة من التألق والتحدي مع ذاته، وذلك من خلال تسخير عدسة كاميرته لتصوير الأعمال الفنية الدرامية ببراعة وبطاقة إيجابية، باحثاً عن أفكار جديدة مغايرة عن التي قدمها سابقاً في الأعمال الدرامية التي أخرجها، لأنه يجيد التركيز على التفاصيل الدقيقة لإضفاء المصداقية على العمل. يهتم العوالي بفكرة الصورة والألوان في أعماله الدرامية التي يقوم بإخراجها، فعين المشاهد تلتقط الجودة الفنية، وتبحث عنها لما تسببه من إبهار بصري، الذي يعد أحد الأساليب الإخراجية لتقديم رؤيته المشهدية في العمل الذي يحاول تقديم محتوى درامي يعبر عن الواقع، مما يجعل للعمل قيمة ككل تسهل على المشاهد تقبله ومتابعته بشغف. ويقدم المخرج العوالي في موسم رمضان (2025)، عملاً ذا طابع بدوي من إنتاج مؤسسة ميثاق للإنتاج والتوزيع الفني يحمل عنوان "عدالة الصحراء" من كتابة محمد الحجاجة، والشاعر أحمد الفاعوري والمخرج محمد العوالي، بمشاركة مجموعة من الفنانين الكبار والشباب. ويؤكد العوالي أن مسلسل "عدالة الصحراء" ولادة جديدة له، ويسعى من خلاله الابتعاد عن التكرار، فبما أنه يمتلك الجديد في طرح الحكايات البدوية، التي تلاقي جماهيرية، فكان دائم البحث عن حكاية جديدة تستحق تبنيها والاهتمام بها، مشيراً إلى أن الدراما التلفزيونية من أهم أنواع الدراما، كونها الأكثر قرباً من الناس، كونها تدخل كل بيت، ما يعني وجود قوتها التأثيرية على المشاهد، على الصعيدين التثقيفي والتنويري، وإمكانياتها بالتغيير، وبعث الرسائل الإيجابية في المجتمع، إضافة إلى رفع مستوى الذائقة الجمالية، عبر الصورة والنص والحوار والإمكانيات والقدرات العالية التي يتمتع بها الممثل. لذلك، فإنه يراهن على اختيار ممثلين يمنحون للإخراج والإنتاج وللشخصيات بعداً نوعياً يضفي على العمل ويعطيه حافزاً قوياً عند المشاهد، لا يمكن أن يجد ذلك، إلا في الممثلين الكبار الذين لديهم باع وتاريخ من الإنجازات الفنية سواء على الدراما أو الكوميديا، مضيفاً: "حضور العقلانية والمنطق في اختيار الشخصيات، يفسر ضرورة وجود الوجوه الاحترافية إلى جانب المواهب من جيل الشباب، الذين يملكون حضورا قويا وإبداعا وقدرة على تطوير الشخصيات". الممثل المحترف والممثل الجديد ويقول العوالي: "لا شك أن التعامل مع الممثل المحترف أسهل ويوفر جهدا أكبر، كونه يمتلك الخبرة اللازمة في التعامل مع زوايا الكاميرا وطرق الأداء أمامها، ولكن الرغبة في الأخذ بيد الممثلين الشباب أو الطاقات الموهوبة تجعل من المحتم على بعض جهات الإنتاج أن تضع بعين الاعتبار تشغيل هؤلاء في أعمالها بالاتفاق مع مخرج العمل". ويشير إلى أن الممثلين الشباب والجدد قد درسوا وتعلموا على أيدي أساتذة مختصين، ولكن تعوزهم الخبرة العملية التي بإمكانهم أن يتعلموا منها عبر المشاركات بمثل هذه الأعمال، ولا شك أيضاً أن هنالك تعباً وجهداً أكبر، بسبب الإعادات والأخطاء التي تقع في العمل، ولكن بالإصرار، إضافة إلى الطاقة التي يمتلكها هؤلاء في تقديم شيء مهم يطمحون إليه، نستطيع معاً الوصول لما فيه خير للدراما التلفزيونية الأردنية. ويؤكد العوالي الذي تدرب على يد المخرج محمد عزيزية "أن المنافسة دائماً حاضرة سواء كان الممثل قادماً من تكوين أكاديمي أو تكوين ذاتي، وفي اختياري لصاحب الدور، لا أبحث في تكوينه الأكاديمي بالضرورة، بل أبحث عن الشخص المناسب للدور كيفما كانت خلفيته التكوينية، إضافة إلى ذلك، فإن المسألة تتعلق بجودة الأداء والكفاءة، وهو اختيار فني محض يتمثل باختيار ممثلين بارعين قادرين على منح الأه