عمان- اتخذت الفنانة التشكيلية الأردنية آمنة مراد زبن، أسلوبا مميزا في النحت النافر على اللوحة "الريليف"، إذ تقدم أعمالا تعكس رؤية ومشاهدات في خبايا الذاكرة البصرية التي تبحر فيها عبر ذائقتها، في إنجاز أعمال تحمل هوية واضحة للمتلقي بعيدا عن الضبابية والتعقيد.
وتحاول الفنانة آمنة إثبات وجودها في هذا النوع من الفنون التشكيلية من خلال التحدي والمثابرة، حتى تستطيع الوصول إلى ما تصبو إليه، متسلحة بالعلم والمعرفة والمبادئ والانغماس في الثقافة والفنون الجميلة.
وتقول: "إن شغفها العميق بالفنون التشكيلية ظل يرافقها في مراحل حياتها، فكانت بداية رحلتها الفنية في دمشق، مسقط رأسها، حيث تلقت تعليمها المدرسي المبكر، بفضل الدعم الكبير من أسرتها التي وقفت إلى جانبها بدخولها مراكز لتعليم الفنون التشكيلية والتطبيقية، إذ نمت موهبتها وتطورت في هذا المجال الذي تصفه بأنه "عالم الجمال".
لا ترى التشكيلية آمنة، أن الفن يعتمد على المصادفة، لأن المصادفة لا تخلق عملا فنيا على الدوام، ولعلها تنجح مرة، لكنها غير مأمونة العواقب دائما، مشيرة إلى أن الفن لغة بلا كلمات وصوت يستخدم مفردات بصرية خاصة به يحملها للناس لتنطلق بمعاناتهم، متخذة فن النحت النافر "الريليف" لتخط به رسالتها الإنسانية بأسلوب تجسده اللوحة وتحاكي الحالة الوجدانية والواقع المجتمعي، لافتة إلى أن الفن يخلق حالة من التوازن الروحي والعقلي اللذين يمنحان القدرة على العطاء والإبداع في الحياة.
وتشير الفنانة آمنة في سياق حديثها لـ"الغد"، إلى أن عين الفنان هي التي تسجل كل ما تراه وتختزنه الذاكرة البصرية، وتتفاوت القيمة الفنية للرؤية المختزنة بعد تسجيلها في اللوحة، تبعا لشكل المعطى البصري وحركته بعد التكوين، الذي يترك أثرا عميقاً في النفس، وهناك معطيات تخضع إليها الرؤية المختزنة في الذاكرة، فهي متعلقة بالطرح الواقعي الراصد للحدث أو الموقف والدقة في تشكيله بمهارة أسلوبية عالية.
وتعتمد مواضيع الفنانة آمنة على الواقعية ببساطة الطرح المتسم بالحياة، وذلك لقناعتها الراسخة أن ما تقدمه للناس عملا فنيا يلامس شغفهم وهمومهم، مشيرة إلى أن النحت النافر "الريليف" يضيف إلى مخيلتها قوة التأمل والتعبير، دافعا نحو تطوير هذا النوع من الفنون، وإعادة صقله وتقديمه في خلاصة فنية جديدة يتذوقها المجتمع، لأن أغلب أعمالها اتسمت بتناغم لوني في استخدام الكتل البارزة في الأشكال لتقترب من التجسيم في اللوحة.
وعملت الفنانة آمنة سنوات عدة، في الرسم الهندسي ورسم اللوحات والحرف اليدوية والتصميم الجرافيكي، ما أعطاها فرصة أن تتوجه إلى عالم الفن التشكيلي الذي بدأته بالرسم الواقعي باستخدام الألوان الزيتية، لتتجه بعد ذلك إلى النحت النافر "الريليف"، وتجمع بين الرسم والنحت وفق ما ذكرته، مشيرة إلى أنها تستخدم معجونة الجدران وسكين الرسم لبناء بعض العناصر وجعلها مرتفعة عن السطح، إضافة إلى مواد مختلفة، وهذا الأسلوب يعطي تأثيرات بصرية ثلاثية الأبعاد تجعل الأشكال تظهر وكأنها تتحرك أو تتفاعل مع الضوء بطريقة ديناميكية.
وتضيف الفنانة آمنة التي شاركت في العديد من المعارض في الأردن وسورية، أن أسلوبها يتمتع بلمسات فنية دقيقة، أكثر تأثيرا وجذبا لعين المتأمل، مختتمة حديثها بأنها تسعى لتكوين رؤية فنية خاصة بها في عالم الفن التشكيلي، مشيرة إلى أن وجهتها المقبلة، نحو تعلم فن الفسيفساء.