تميل البشرة إلى الجفاف في فصل الشتاء. وهذا ما يفسر الإقبال على الفيتامين F، الذي لم نكن نسمع به سابقا، فما هو هذا المصطلح وما هي خصائصه وفوائده؟
تعود تسميته بالفيتامين F، اختصاراً لكلمة Fat التي تعني الدهون بالإنجليزيّة. هو في الحقيقة ليس فيتامينا بالمعنى التقليدي للكلمة، بل نوعين من الأحماض الدهنية الأساسية: حمض ألفا لينولينيك المعروف باسم ALA وحمض اللينوليك المعروف باسم LA. وهو من أحماض أوميغا 3 وأوميغا6، التي يمكن الحصول عليها لدى استهلاك المكسرات، والبذور، والزيوت النباتية، والزبدة النباتية، والأفوكادو.
تكمن الفائدة الرئيسية لهذه الأحماض الدهنية الأساسية، في الترطيب الذي توفره للبشرة، فهي تعمل على تعزيز متانة الحاجز الجلدي مما يسمح بتماسك خلايا البشرة ويحول دون تبخر الماء أو دخول العوامل المسببة للحساسية أو الميكروبية عبر مسامها.
مزاياها وفوائدها
لا ينتج الجسم هذه الأحماض الدهنية الأساسية، ولكننا نجدها في بعض الأطعمة التي تعتني بصحة الدماغ، والقلب، والبشرة. يمكننا أيضاً الاستفادة من هذه الأحماض لدى وجودها في مستحضرات العناية، حيث يتم دمجها مع مكونات نشطة ومضادة للالتهابات أو مضادة للأكسدة ومضادة للشيخوخة. فوائد هذه الخطوة تكون موضعية، ولكن فعاليتها تظهر بشكل سريع ولذلك ينصح خبراء العناية بالبشرة بالحصول على الفيتامين F عبر الأطعمة ومستحضرات العناية بالبشرة على حد سواء.
الحاجة إلى مزيد من الترطيب
في فصل الشتاء، تزداد احتياجات البشرة إلى الترطيب، كونها تتعرض إلى تغييرات كبيرة في الحرارة والرطوبة الخارجية. وهذا ما يؤثر على نسبة الرطوبة المحتجزة فيها ويتسبب في تضييق الأوعية الدموية. من العوامل التي تزيد من جفاف البشرة شتاء أيضا، سلوكنا عند انخفاض حرارة الطقس، الذي يتمثل بالتعرض الكبير للتدفئة وللماء الساخن جداً عند الاستحمام، مما يجعل الجسم يكافح من أجل ضبط درجة حرارته ويفقد البشرة ترطيبها الطبيعي.
تساهم هذه الأحماض الدهنية في ترطيب البشرة، وهي تعتني بالبشرة الجافة في فصل الشتاء أما أكثر المناطق المعرضة للجفاف هي التي تكون مكشوفة مثل اليدين والوجه، كونهما تتعرضان بشكل مباشر للتغييرات الخارجية، وتتأثر أجزاء معينة من الوجه بشكل خاص بهذا الوضع، أبرزها محيط الشفاه، والأنف، وحتى الجفون. وللتخفيف من حدة جفاف البشرة في هذا الفصل، ينصح بالاكتفاء باستعمال غسول البشرة مرة واحدة يومياً تكون في المساء، على أن يتم غسل البشرة صباحا بالماء الفاتر أو البارد فقط. ينصح أيضاً باختيار غسول يحتوي على السيراميد أو الغليسيرين، الذي يوفر طبقة حماية من جفاف البشرة ويحد من تأثرها بالطقس البارد.
فوائد الغليسيرين
يعتبر الغليسيرين من المكونات المفيدة جدا للبشرة الجافة، إذ يحمي هذا المُركب العضوي البشرة ويرطبها كما يعمل على تعزيز إنتاج الكولاجين. يمكن تحضير الرذاذ المدعم بالغليسيرين لترطيب البشرة بسهولة في المنزل، إذ تكفي إضافة القليل من الغليسيرين النباتي (المتوفر في أماكن بيع المنتجات الطبيعية)، إلى عبوة رذاذة تحتوي على الماء للحصول على رذاذ مرطب. وتجدر الإشارة، إلى أهمية عدم تطبيق الغليسيرين مباشرة على البشرة لتجنب تعريضها للحساسية، أما رذاذ الغليسيرين المائي، فيمكن الاستعانة به مرات عدة، يوميا للحفاظ على رطوبة البشرة.