عمان- يشكل اشتراط الاحتلال نزع سلاح حركة "حماس"، والمقاومة الفلسطينية، للبدء بمفاوضات المرحلة الثانية من هدنة قطاع غزة، محاولة وضع العراقيل مجدداً لإدراكه برفض الحركة المساس بسلاحها أو طرحه للنقاش، وذلك بالتزامن مع تسليم "كتائب القسام" أمس رفات 4 جثامين أسرى للاحتلال، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في القطاع.
وجاءت موافقة حكومة الاحتلال للانضمام إلى مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق متأخرة، ولكنها مصحوبة بشروط جديدة لم تكن ضمن الاتفاق الذي بدأ قبل نحو شهر، لاسيما نزع سلاح "حماس" والمقاومة، والذي رفضته الحركة بشكل مطلق.
ويأتي شرط الاحتلال الأخير كعقبة جديدة منه أمام جهود الوسطاء للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاحتلال، في ظل تأكيد وسائل إعلام الاحتلال، مثل "هيئة البث" الرسمية، بقرار رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" البدء رسمياً في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق الأسبوع المقبل، ولكن على قاعدة "نزع سلاح حماس"، والذي سيتم وضعه على طاولة المحادثات.
ونقلت وسائل إعلام الاحتلال عن الوزير في حكومة الاحتلال، المتطرف "بتسلئيل سموتريتش"، طلبه بوضع بند في الاتفاق ينص على أن "أي مناقشات حول المرحلة الثانية من الصفقة، تتطلب مصادقة المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) بوصفها شرطاً أساسياً لاستمرار الحزب في الحكومة"، في إطار تهديده المستمر بإسقاطها.
وتشكك أوساط أمنية وسياسية داخل الكيان المحتل في فرص التقدم نحو تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تعتبر أنها ضعيفة، إزاء رفض "حماس" المساس بسلاحها أو مغادرة القطاع، بينما احتمال بقاء الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف إلى ذلك الحين ضعيفاً، بينما تتصاعد دعوات اليمين المتطرف لاستئناف حرب الإبادة ضد قطاع غزة.
وكان المتحدث باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، قد أكد في تصريح صدر مؤخراً رفض الحركة رفض شرط الاحتلال بنزع سلاحها أو مغادرتها القطاع، ووصفه بأنه "حرب نفسية سخيفة"، مشدداً على أن "أي ترتيبات لمستقبل قطاع غزة ستكون بتوافق وطني".
وفي الأثناء؛ سلمت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، والفصائل الفلسطينية جثامين أربعة أسرى إسرائيليين إلى الصليب الأحمر الدولي في قطاع غزة.
ونصبت "كتائب القسام" منصة التسليم وعليها صورة "نتنياهو" وصور الأسرى القتلى، وكتب عليهم "قتلهم مجرم الحرب بنيامين نتنياهو".
وكان آلاف الفلسطينيين احتشدوا في موقع التسليم بمقبرة الشهداء في منطقة "بني سهيلا" بخان يونس جنوبي القطاع، بانتظار مراسم التسليم لفريق الصليب الأحمر، وذلك بمشاركة عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين الذين أبعدوا إلى غزة وحرروا في صفقات التبادل الماضية.
ورُفعت لافتة في المنطقة حملت عبارة "عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت"، في إشارة إلى المصير الذي ينتظر أسرى الاحتلال في غزة إن قرر "نتنياهو" العودة للحرب مجددا.
وكان الناطق باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، أعلن، أول من أمس، أنه تقرر تسليم جثامين عائلة بيباس وجثمان الأسير عوديد ليفشتس الذين كانوا جميعاً على قيد الحياة قبل أن يتم قصف أماكن احتجازهم من طائرات الاحتلال بشكل متعمد.
ومن المقرر أن تستكمل عملية التبادل غداً السبت بتسليم ستة أسرى للاحتلال أحياءً مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بينهم 47 أسيراً فلسطينياً من صفقة شاليط (عام 2011).
من جانبها، أكدت حركة "حماس" إنها حافظت على حياة أسرى الاحتلال، وقدمت لهم ما تستطيع، وتعاملت معهم بإنسانية، لكن جيشهم قتلهم مع آسريهم.
وقالت الحركة، في تصريح لها قبيل تسليم "كتائب القسام