عمان– مايزال الكثير من الشركات الناشئة في الأردن يعاني من ضعف "إبتكار الفكرة" فيما تعرقل هذه الظاهرة تحول الأفكار إلى مشاريع اقتصادية ناجحة تجذب اهتمام الناس والمستثمرين، بحسب ما يؤكد خبراء.
وأكد خبراء أن تحفيز الابتكار في الشركات الناشئة المحلية يتطلب جهدا ووعيا من قبل كل الجهات، الحكومة والقطاع الخاص والجهات الداعمة لريادة الأعمال والجهات المعنية بالتعليم والبحث العلمي فضلا عن وعي مطلوب من الشباب انفسهم.
وبين هؤلاء أن من بين أهم محفزات الإبداع والابتكار هو تطوير النظام التعليمي والانتقال به من الأسلوب التلقيني إلى التعليم الإبداعي والتحفيزي، وعمل الجامعات بجد لتشجيع الشباب على الابتكار، وبناء الخبرات المطلوبة وخصوصا في مجال التقنيات الحديثة، والانفتاح على العالم.
وأشاروا إلى مسؤولية ملقاة على عاتق الحكومة والجهات المعنية بريادة الأعمال وحاضنات الأعمال للعمل بجد على مرحلة الفكرة في ريادة الأعمال ودعمها بشكل أكبر من خلال الإرشاد والتوجيه وتوفير التمويل اللازم لتحفيز الشباب بشكل أكبر للابتكار.
ويأتي ذلك في وقت أظهر فيه التقرير الوطني الأردني للمرصد العالمي لريادة الأعمال عن العامين (2023 و2024)، أن مستوى الابتكار في الشركات الناشئة في الأردن وخصوصا بمراحلها المبكرة منخفض، إذ أوضح التقرير أن اكثر من 80 % من رواد الأعمال في المراحل المبكرة في الأردن، يرون أن منتجاتهم أو خدماتهم ليست جديدة للناس.
وقال التقرير، الذي بني على استبيانات مع الشباب البالغين، إن 73 % من رواد الأعمال يرون أيضا، أن التقنيات التي يستخدمونها ليست جديدة، موضحا، أن النسبتين السابقتين لم تشهدا تحسنا مقارنة بمستواهما المسجل في التقرير السابق عن العام 2019، حيث كانت 73 % و75 % على التوالي، ما يظهر عدم وجود تحسن حقيقي في هذه المؤشرات على مدار السنوات الأربع الماضية، من 2019 وحتى نهاية 2023.
مفهوم الابتكار
أكد الخبير في مجال ريادة الأعمال نضال قناديلو أن مصطلح الابتكار " فضفاض" موضحا أن هذا المفهوم لا يعني بالضرورة الخروج بفكرة غير مسبوقة على الإطلاق تغير وجه السوق.
وبين قناديلو أن الابتكار يمكن أن يأتي ضمن ثلاثة مستويات، أن تخرج بفكرة غير مسبوقة على الإطلاق وتحولها إلى مشروع ريادي ناجح، أو أن تأتي بفكرة موجودة ( تقلد بشكل كامل) وتطوعها لخدمة المجتمع المحلي بطريقة وشكل مبتكر، أو أن تركب وتجمع أكثر من فكرة موجودة وتطوع التقنية للخروج بمنتج أو خدمة غير موجودة في السوق ولكنها تسد حاجة عند الناس.
وبناء عليه، يمكن تعريف الابتكار على أنه "عملية طرح أفكار أو أساليب أو منتجات أو خدمات أو حلول جديدة لها تأثير وقيمة إيجابية، وهو ينطوي على تحويل المفاهيم الإبداعية إلى نتائج ملموسة تعمل على تحسين الكفاءة والفاعلية، أو معالجة الاحتياجات التي لم تلب حتى الآن".
ولا يقتصر الابتكار على التقدم التكنولوجي، بل يشمل أساليب جديدة لحل المشكلات أو العمليات أو الممارسات التنظيمية أو ابتكارات نماذج الأعمال، إذ يتضمن الابتكار في جوهره تحدي الوضع الراهن، والتفكير خارج الصندوق، وخوض المخاطر المحسوبة لدفع التقدم وتحقيق نتائج ايجابية.
إلى ذلك، قال قناديلو " الجمع بين الابتكار وريادة الأعمال يلعب دورا مهما في تطوير الاقتصادات والمجتمعات وتحقيق التنمية الاقتصادية، لان المفهومين يقودان إلى استغلال الفرص والاندفاع لإنتاج منتجات أو خدمات جديدة تسد احتياجات جديدة أو احتياجات حالية بطرقية جديدة".
النظام التعليمي والابتكار
ويرى قناديلو أن محدودية الابتكار في المشاريع الريادية المحلية يرجع إلى النظام التعليمي الأس