الكرك- في حين تقر بلدية الكرك بعدم أهلية موقف باصات الكرك - الأغوار الجنوبية وما يسببه من معاناة للمواطنين، ما تزال مشكلة موقف الحافلات العمومية تراوح مكانها منذ سنوات، رغم الوعود المتكررة بإيجاد حل مناسب. تم نقل مجمع حافلات الكرك- الأغوار الجنوبية منذ 15 عامًا، بقرار ارتبط حينها بالمشروع السياحي الثالث في المدينة، ليضع مستخدمي المجمع في مواجهة مخاطر يومية، ليس أقلها خطر الدهس، ناهيك عن افتقاده للمرافق الخدمية، في الوقت الذي يتمسك فيه بعض أصحاب الباصات بالموقع الذي يخدم مصالحهم. الزيارات والجولات الميدانية لمسؤولين من بلدية الكرك وهيئة تنظيم قطاع النقل البري وإدارة السير وغيرها من الأجهزة المعنية للوصول إلى موقع مناسب للحافلات العاملة على خط الكرك الأغوار الجنوبية، وعددها زهاء 40 حافلة، لم تثمر حتى الآن عن أي حلول. وبحسب مواطنين، فإن الموقف الذي يقع على منعطف حاد عند مدخل المدينة من الجهة الغربية يفتقد لأدنى متطلبات السلامة العامة، ناهيك عن غياب أي مرافق عامة لخدمة الركاب، مضيفين أن الموقف موجود وسط شارع رئيسي يشهد حركة سير كثيفة، ما يزيد من مخاطر حوادث الدهس. ويعبر المنعطف الذي خصص جزء منه كمجمع للحافلات يوميًا آلاف المركبات وعشرات الشاحنات المحملة بالمواد الإنشائية القادمة أو الذاهبة إلى الأغوار الجنوبية، فيما فرضت طبيعة المكان صعوبة إنشاء أي مرافق للخدمات الضرورية التي يجب توافرها في مجمعات الحافلات التي تنقل الركاب. ويؤكد رئيس جمعية التأهيل المجتمعي بالأغوار الجنوبية فتحي الهويمل، أن موقع الحافلات الحالي المهمل منذ سنوات يقع على جانب الطريق العام ويشكل معاناة لسكان الأغوار الجنوبية، وهو يفتقد لكل الخدمات الضرورية، فهو بلا مقاعد ولا مرافق صحية ولا مظلات، إضافة إلى بعد الموقف عن الأسواق، حيث يضطر المواطن إلى السير لمسافة طويلة للوصول إلى الموقف. ويضيف أن وضع مجمع حافلات الأغوار الجنوبية محزن في ظل الانتهاء من مجمع الحافلات الجديد بمدينة الكرك ونقل كافة الخطوط إليه باستثناء حافلات الأغوار، إذ إن المجمع الجديد بموقعه الحالي لا يخدم أهالي الأغوار الجنوبية، مبينًا أن عدد الحافلات العاملة على خطوط الكرك الأغوار الجنوبية يبلغ 45 حافلة متوسطة، تصطف على جانبي الطريق العام لتحميل وتنزيل الركاب ونقلهم إلى غور الصافي والمزرعة والحديثة وفيفا وغيرها من المناطق. ويلفت الهويمل إلى أن الموقف بوضعه الحالي يشكل منذ سنوات معاناة كبيرة ومستمرّة لأهالي الأغوار واضطرارهم إلى السير لمسافات طويلة من موقع المجمع إلى وسط المدينة أو استخدام وسيلة مواصلات أخرى تزيد من الأعباء المالية عليهم، مطالبًا الجهات الرسمية بإعادة المجمع إلى مكانه السابق حرصًا على مصلحة المواطنين وعدم الالتفات إلى أي مصالح أخرى صغيرة. ويشير إلى أن قرارات عدة اتخذت لنقل موقف الحافلات الحالي إلى الموقف القديم أو إلى ساحة أخرى، لكن لا شيء من تلك القرارات نُفِّذَ لأسباب غير معروفة سوى لِأصحاب المصلحة في منع نقل الموقف الحالي. ويرى مواطنون أن هذه المعاناة يمكن تحملها إذا ما قورنت بمشقة غياب كافة الخدمات في المجمع، إذ يفتقد للمظلات والمقاعد والمرافق الصحية وحتى رصيف يجنبهم الوقوف على الشارع الرئيس ويحميهم من حوادث الدهس المحتملة من قبل المركبات المارة، مؤكدين عدم وجود مكان مناسب بعد الانتهاء من المشروع السياحي الثالث الذي أفقد المدينة مواقف الحافلات بشكل نهائي. وتقدّر إحصائيات هيئة تنظيم قطاع النقل البري عدد مستخدمي الموقف اليومي للأغوار زهاء ثلاثة آلاف راكب. ويوضح رئيس مجلس المحافظة الدكتور عبدالله العبا