عمان- أيام مباركة، وشهر فضيل ينتظره الكبار والصغار بكل تفاصيله، يتخلله أجواء عائلية متميزة، تتطلب الزيارات وصلة الرحم، والسهر، في وسط أجواء روحانية وشتوية، وقد يجد فيها العديد من الطلبة أنهم قد يُحرمون من بعض تلك التفاصيل بسبب "الدراسة والامتحانات".
وتأتي الامتحانات المدرسية للشهر الأول لهذا العام، خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل، وتستمر لغاية المنتصف تقريباً، ما يتطلب مجهوداً من الطلبة في الدراسة ومتابعة الدروس والالتزام بالدوام المدرسي، وفي ذات الوقت، الصيام، والمشاركة في أداء العبادات، عدا عن الرغبة الكبيرة لديهم بأن يكونوا جزءا من التوليفة العائلية التي تلتئم خلال أيام رمضان، وخاصة في العائلات الكبيرة والممتدة.
وبناءً على برنامج خاص أعدته رندا الجدع، خلال العام الماضي لأبنائها لمتابعة دروسهم اليومية، تنوي لهذا العام انتهاج ذات الطريقة في تدريس أبنائها الثلاثة، وجميعهم دون الصف التاسع في المدرسة.
وتقول رندا، شهر رمضان العام الماضي كان كالعام الحالي يتخلله الدوام المدرسي، بيد أن هذه المرة، هي فترة امتحانات شهرية، تتطلب مراجعة مستمرة، ودراسة لوقت أطول، ومتابعة من الأبناء ومنها شخصياً، ما يعني أنها بحاجة لوقت إضافي تقضيه مع أبنائها في التدريس، كون الامتحانات تستمر حتى منتصف رمضان، وتحتاج لجهد دراسي مضاعف نوعاً ما.
بدورها تقول الاستشارية النفسية والأسرية حنين البطوش، إن ما يميز شهر رمضان أنه شهر رحمة وبركة، هو أيضًا شهر التغيير والتطوير، والصيام والقيام، وفي هذا الشهر الفضيل، يتوجه المسلمون إلى الله تعالى بالصيام والعبادة، ومن بينهم طلاب المدارس الذين يحرصون على اغتنام هذا الشهر الكريم في التقرب إلى الله.
ولكن، رغم جمالية هذه الفترة الروحانية، إلا أن رمضان يمثل تحديًا خاصًا للطلاب الذين يجمعون بين الصيام والدراسة، كما تقول البطوش، وللتغلب على تحديات الدراسة في رمضان، ينبغي على الطلاب تنظيم وقتهم بين الدراسة والصيام والراحة، وتحديد الأوقات المناسبة للدراسة التي يكون فيها التركيز في أعلى مستوياته، ويفضل الدراسة في الأوقات التي يكون فيها الجسم أكثر نشاطًا، مثل بعد السحور أو بعد الإفطار بساعات قليلة.
بينما تقول فاطمة عمر، إن رمضان شهر عبادة وتواصل وفيه الكثير من الأجواء العائلية، لذلك، تتمنى على المدراس بشكل عام أن تحاول التخفيف على الطلبة، سواء بالواجبات المدرسية، أو الامتحانات بحيث لا تكون صعبة وشاقة عليهم، كون الطلبة أيضاً الغالبية العظمى منهم يصومون الشهر الفضيل، وهم بحاجة أيضاً للراحة والوقت الكافي لقضائه مع العائلة.
كما تقول والدة الطفل أيمن، 10 سنوات، إن ابنها يصوم منذ عامين تقريباً، وفي كل مرة تحاول أن توفر له الأجواء المناسبة لتشجيعه على الصيام، وعدم الشعور بالتعب والإرهاق خلال هذه الفترة، ومن ضمن ما تقوم به أنها تقلل ساعات الدراسة، التي يقضيها في غرفته، في محاولة منها لبث طاقة إيجابية لديه في رمضان، ويكون بالفعل شهر خير وبركة ومتعة ومختلف عن باقي أشهر السنة، بروحانيته والتكافل والتراحم فيه.
لذلك، تنصح البطوش الطلبة وذويهم بأهمية تقسيم المهام الدراسية إلى أجزاء صغيرة، وأخذ فترات راحة قصيرة بينها لتجنب الشعور بالإرهاق، وللحفاظ على الطاقة والتركيز، وينبغي على الطلاب الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، ويمكنهم أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار إذا لزم الأمر.
كما تنوه البطوش إلى أهمية التغذية السليمة خلال هذه الفترة، حيث ينبغي الاهتمام بتناول وجبة السحور، وأن تكون وجبة صحية ومتوازنة وغنية بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، وتجنب الإفراط في تناول