عمّان- يبرع الفنان الأردني شهاب الحجاج في تجسيد الأدوار الموكولة إليه بمهارة وحرفية، ليستطيع أن يصنع تأثيراً لافتاً لدى الجمهور عبر ما يقدمه من أعمال درامية تلفزيونية شكلت له حضوراً في عالم الدراما التلفزيونية. ويقول، يفترض بالممثل أن يتقمص كل الشخصيات والأدوار، وبخاصة الكاريكتيرات القريبة منه، بالأخص عندما يكون هناك نص يحبه ويسترسل فيه، فإنه يمكن أن يقوم ببعض الإضافات، المتفق عليها، مشيراً إلى أنه كممثل له انطباعات خاصة وإلهام من أي شيء يشعر به ويستمع إليه أو أي أمر يمر بحياته. ويضيف الحجاج أن التقمص لأي شخصية يؤديها لا يمكن الاستناد إليه بقدر الاطلاع الذي يصاحبه التغيير في إضافة لمسات الشخصية (الكاريكتر)، بعيداً عن التقليد الأعمى والمطابق بكل التفاصيل في الأعمال الدرامية التلفزيونية والإذاعية سواء البدوية أو المودرن أو البيئة المحلية، والتاريخية. ويقول: "الفن أنصفني كثيرا، كوني أعطيت كل ما أملك للفن من وقت وجهد وعمل دؤوب، ولم أدخر جهدا في مجال عملي إطلاقا كوني أعشق الفن وأنتمي إليه بكل جوارحي"، مشيراً إلى أنه فنان ينتمي إلى البيئة المحلية وقريب منها، وليس لديه حصن منيع أو تحفظات في تقديم عمل إنساني خالص للمجتمع. ويشير الحجاج في حديثه لـ "الغد"، إلى أهمية أن يقرأ الممثل الشخصيات على الورق بأدق تفاصيلها كي يقوم بتجسيدها على الواقع لتكون أكثر إبداعاً، وذلك ليستطيع أيضاً إيصال الرسائل التي يحملها أي عمل فني إلى المشاهد بصورة سلسة وسليمة وخالية من التعقيدات والمشاكل، وبخاصة فيما يتعلق باللغة، مؤكداً أهمية تطوير الممثل لتقديم أعمال فنية ذات قيمة في المحتوى والمضمون والأداء، وإن الدراما الأردنية لن تحقق النجاح، إلا عندما تمتزج بوجدان المجتمع. ويقول الحجاج إن الفن هو الشيء الذي يسمو بالإنسان، والشيء الراقي الذي يخرج الإنسان من حزنه إلى فرحه، وهو أيضاً السلاح الذي من خلاله تستطيع توصيل أكبر وأقوى رسالة للعالم بأكمله؛ فالفن يحمل رسالة هادفة وسامية، يسمو من خلال الناس، مشيراً إلى أنه مرتبط بكل مجالات الحياة، وبحسبه فإن الفن ملك المتلقي، والفنانين مجرد أمناء يؤدون ما عليهم بوصفهم ممتهنين للمهنة، ولا يحق العبث بالذوق العام وبما هو ليس ملكنا. ويبين أن تفاعل وحب الناس لأي عمل درامي يكون له دور كبير في سعادة الفنان وتكريماً له وكادر العمل، عائداً إلى القول إن الفن دائماً يقدم رسالة للمجتمع للتعلم منه. ويقول إن الفنان الحقيقي يمكن أن ينجح في أي مكان بما أنه يقدم الفن الجيد والمرغوب الذي يرضي ذوق الجمهور ويشبع حاجته، مراهناً، على الإنتاج الخاص ببقاء الدراما الأردنية حاضرة في المشهد الدرامي العربي، في ظل غياب الدعم الحكومي لها، مؤكدا في الوقت نفسه أن الوطن مليء بالطاقات الشبابية، داعيا الجهات القائمة على الحركة الفنية كافة لاستغلال هذه الطاقات إيجابيا من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي لهما، من أجل إعادة الدراما الأردنية إلى مكانتها الطبيعية، كما كانت بالسابق في الطليعة، والسباقة في الإنتاج الدرامي على المستوى العربي. ويذكر أن الحجاج الذي بدأ مسيرته عام 2015 عبر المسلسل البدوي "عين الهقاوي"، شارك في العديد من الأعمال الدرامية البدوية من أبرزها: "حنايا الغيث"، "نساء من البادية"، "الدمعة الحمراء"، "دقة قلب"، "العزيمة"، "هيك ومش هيك"، "العقاب والعفرا"، "نوف"، "جلمود الصحارى"، "شيء من الماضي"، "عسل أسود"، "رياح السموم"، "هند"، "لعبة الانتقام"، "كرم العلالي"، "صبر العذوب"، "ذياب هباب الريح"، "حضور لموكب الغياب"، "أكباد مهاجرة"، "الجن"، "حرائر من البادية"، "سبع البرار