عمان - يجسد شهر رمضان المبارك في الأردن أروع صور التقارب الإنساني، حيث تتضافر جهود الأفراد والمؤسسات لتقديم الدعم والعون للمحتاجين، وتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع عبر إقامة الفعاليات والموائد في أجواء روحانية.
ولعل أجمل الصور التي يتميز بها الشهر الفضيل، التواصل بين أفراد العائلة والأصدقاء تطبيقا لنهج النبوة ووصايا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه"، حيث تكثر الزيارات المتبادلة وتناول وجبات الإفطار والسحور معا، تعزيزا للروابط الاجتماعية ونشر روح المحبة والتسامح.
وأكد الباحث في الدراسات الإسلامية والفقه الإسلامي الدكتور قتيبة الرضوان، أن الهدي النبوي يحث على تعزيز التكافل وصلة الرحم ونشر قيم الفضيلة والكرم بين أفراد المجتمع، وهذا ما يظهر جليا خلال الأيام الرمضانية في المملكة.
وبين أن رمضان يتسم بالاجتماع على موائد الإفطار لتحقيق عبادة وأجر عظيم "إفطار صائم"، وهو أساس موائد الرحمن التي تستهدف الغني والفقير، الجار والقريب، تنمية للصلات المجتمعية.
وقال إن صور موائد الإفطار في السنة النبوية كانت تركز على ما يبلغ به المرء قوته ويكتفي بحاجته دون مبالغة في أصناف الأطعمة ومظاهر الاحتفال التي تؤدي إلى الإسراف والتبذير، مؤكدا أن المجتمع الإسلامي يعمل بأخلاق الرسول ويقتدي بسنته في الأمور كلها دون إفراط أو تفريط كما نصت عليه القاعدة الفقهية.
وركز الرضوان، على الدور في تعزيز قيم الصيام لدى الناشئين، مبينا أن صفات الكرم والضيافة تجذرت في التربية الإسلامية وغرس القيم النبيلة لدى الأجيال في بلاد الشام، وكان من فضائل أهل الشام أنه لا يفطر صائم في ليالي رمضان وحده أبدا، بل يجب أن يجد له مضيفا أو يحل عنده أحد ضيفا.
وبين ضرورة التركيز على زكاة الفطر والاستعداد لأدائها قبيل غروب آخر يوم من رمضان، باعتبارها من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي وركنا رئيسا في الشهر الفضيل، حيث يتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين قبل عيد الفطر، وهذه الزكاة تسهم في تخفيف الأعباء عن الأسر المحتاجة، وتضمن لهم الاحتفال بالعيد وإظهار البهجة والسرور.
وتنشط الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية خلال رمضان، وتطلق العديد من المبادرات التي تهدف إلى مساعدة الأسر المحتاجة، حيث يتم خلال الشهر الفضيل توزيع الطرود الغذائية والملابس، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للأيتام والأرامل وكبار السن.
من جهته، قال الناشط المجتمعي الدكتور علي يوسف، إن مظاهر التكافل الاجتماعي في عجلون تبرز في تنظيم إفطارات رمضانية للفقراء والأيتام وتحضير الطرود الغذائية الرمضانية التي تلبي احتياجات العائلات المحتاجة، وتحقق غاية شعور المسلم بأخيه المسلم، إظهارا لمقاصد الصيام في الوقوف على معاناة الفقراء وتلبيتها لتحقيق الانسجام المجتمعي والشعور بمعاناة الفقراء واحتياجاتهم. وأضاف أن تبادل دعوات الإفطار تتجلى بأبهى صورها في المحافظة، ما يعزز التماسك المجتمعي، إلى جانب موائد الإفطار والطرود الخيرية من المحسنين والجمعيات التي تركز على تغطية نفقات واحتياجات العائلات المعوزة.
من جانبه، أكد الباحث في الإعلام الرقمي الدكتور عدي قاقيش، أن مظاهر الصيام تتجلى على وسائل التواصل الاجتماعي في جوانب إيجابية، مثل نشر الأدعية والتعريف بجوانب الصيام الروحانية التي تعزز صلة العبد مع ربه، وأخرى سلبية مثل نشر صور الأطعمة ومظاهر الموائد التي يشوبها الترف ولا تراعي ظروف الفقراء والمحتاجين.
ودعا قاقيش، إلى ضرورة توظيف هذه الوسائل لتعميق مظاهر التكافل الاجتماعي ونشر