عمان- خيم الحزن على منصات التواصل الاجتماعي بعد رحيل الفنان الأردني القدير إبراهيم أبو الخير، الذي سطرت أعماله إرثا فنيا غنيا بالأعمال الناجحة التي دخلت كل بيت أردني وعربي.
ترسخ صوته في أذهان كل من أحب إبداعه، ليخلد بذلك تاريخيا عريقا لفن أصيل.
وغيب الموت الفنان الأردني عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، والفنان الراحل من مواليد عام 1950، كان من الوجوه البارزة في الدراما الأردنية، وهو حاصل على شهادة من معهد الفنون المسرحية، وكما عمل في إدارة إنتاج أعمال تلفزيونية عديدة ومنها أحد أشهر الأعمال الأردنية التي تركت أثرا عربيا كبيرا "وضحة وابن عجلان".
تمتلئ ذاكرة الأردنيين بالعديد من الذكريات التي جمعتهم بالفنان الراحل أبو الخير، في ضحكاتهم التي كان سببًا في رسمها، ولحظات سهرهم لمشاهدة أعماله التي كانت تؤنس لياليهم وتضفي السعادة والدفء على جمعاتهم. "باق فينا".. بهذه الكلمات ودع محبو أبو الخير فنانا سكن في ذاكرتهم وترك بصمة لن يمحوها الرحيل.
رحلة بدأت من المسرح لشاب أحب التمثيل، واختارها طريقا له ليبدع فيه ويقدم أعمالا ما زالت عالقة في أذهان الأردنيين الذين تعرفوا على الإبداع والإتقان من خلال أدواره التي لعبها.
وبين الأدوار الكوميدية والدرامية والبدوية، تميز الفنان الراحل أبو الخير بلمسته الفريدة التي قدمها في كل شخصية جسدها.
وخلال مسيرته الفنية الطويلة بين التمثيل والإنتاج، قدم الفنان الأردني الراحل أبو الخير أكثر من 250 عملا فنيا بين مسرحيات وأعمال تلفزيونية، تركت علامة فارقة في المشهد الفني الأردني ووضعت أساسات فنية راسخة.
واليوم، يعد الفنان الراحل أبو الخير أحد أهم الأسماء المؤثرة في الساحة الفنية الأردنية، حيث ساهم في تطوير الدراما المحلية ونموها ونضوجها الفني، وترك بصمة فنية لن تُمحى من ذاكرة المشاهدين.
كثيرون يتذكرونه بشخصية "صبري" في مسلسل "أم الكروم"، التي قدم من خلالها توليفة مميزة ما بين الشر والفكاهة.
فقد اشتهر بأدوار الشر الأقرب إلى الكوميديا، وكانت الأدوار المعقدة أكثر ما يحب ليظهر موهبته الفنية. وبذلك، ارتبط اسمه في أذهان جمهور المشاهدين بشخصياته الماكرة، حيث أطلق عليه لقب "محراك الشر".
كما قدم العديد من الأعمال البارزة، منها "صبر العذوب"، "رياح السموم"، "سوق الألغاز"، "العلم نور"، "الطواحين"، و"الصقر"، إلى جانب المسرحيات مثل "ميت في إجازة"، "اسكابا"، "مين ضحك عَ مين"، و"ليالي الحصاد". وشكلت هذه الأعمال محطات فارقة في تاريخه المسرحي.
وقد نعى وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، الفنان والمخرج إبراهيم أبو الخير، وأعرب في بيان صحفي عن خسارة الوسط الفني الأردني والعربي لرحيل قامة فنية كان لها إسهامات كبيرة في الدراما الأردنية، مقدما خالص التعازي لعائلة الفقيد، وأسرته الفنية الكبيرة في نقابة الفنانين الأردنيين، وأصدقائه ومحبيه كافة.
وقال الرواشدة، إنّ الفنان أبو الخير قدّم وزملاؤه من الفنانين الرواد العديد من الأعمال الدرامية المبكرة والريادية في حقول المسرح والسينما والدراما البدوية والريفية، كما مثّل أبو الخير خلال مسيرته الفنية كل ألوان المجتمع الأردني ولهجاته وبيئاته الثقافية، واستطاع طيلة مشواره الكبير والنوعي أن يحصل على إعجاب ومتابعة أجيال أردنية وعربية نشأت على فنه وتأثرت به كفنان ملتزم، كان له حضوره المسرحي أيضًا في ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما يؤكد الزخم الإبداعي المبكر له.
ونعى عدد من النجوم الأردنيين الفنان الراحل بكلمات حزن ومواساة لأنفسهم وللفن الأردني لرحيل فنان تميز بحضور قوي ومؤثر في الساحة الأردنية والعربية ومنهم