عمان- يجمع العديد من المدربين والنقاد والمحليين، أن "ديربي عمان" أو "الكلاسيكو"؛ القمة التي تجمع دائما الفيصلي والوحدات في أي من المسابقات الكروية المحلية، تبقى له نكهته وحضوره، ويحظى بالأهمية الإعلامية محليا وعربيا، ولا ينطفئ وهج إثارته، وإن تبدلت أحوال المنافسين التقليديين.
يأتي ذلك، قبل القمة التي تجمع الفيصلي صاحب المركز الثالث برصيد 24 نقطة، والوحدات صاحب المركز الثاني برصيد 32 نقطة، خلف المتصدر الحسين إربد برصيد 37 نقطة، في المباراة التي تقام عند الساعة العاشرة من مساء اليوم، على استاد عمان الدولي لحساب الجولة 16 من دوري المحترفين CFI لكرة القدم.
ويؤكد المدرب الوطني حسام أبو رياش على القيمة الفنية والجماهيرية والإعلامية للقاء الوحدات والفيصلي، مشيرا إلى أنه نابع من عراقة وتاريخ الفريقين التنافسي، وسباقهما اللاهب منذ سنوات طويلة على ألقاب المسابقات المحلية، وتجاوزت لقاءات الفريقين حاجز المائة في جميع المسابقات المحلية، وهما الأكثر حملا للألقاب في تاريخ الكرة الأردنية.
وتابع أبو رياش، في حديثه لـ"الغد": "تحمل جماهير الكرة الأردنية على اختلاف ميولاتها النادوية، ومهما تغيرت وتعاقبت الأجيال للآن، ذكريات تنافس لاهب، وفرح أو حزن مشجعي الفريقين، مع الانتصارات والخسارات والألقاب، عبر تاريخ طويل بدأ من منتصف السبعينيات، ولعل حمل المباراة الرقم "95" في لقاءات الفريقين يؤكد أهميتها".
وأشار أبو رياش "دائما ما يسحب "ديربي" الفيصلي والوحدات معه الجماهير العربية في رحلة متابعة واهتمام ومشاهدة كبيرة، كغيره من "الديربيات" العربية والقارية والعالمية على صعيد الأندية والمنتخبات"، منوها إلى أن الفريقين ما يزالان يقدمان أفضل المواهب والنجوم للمنتخبات والكرة الأردنية، لذا تبقى لقاءاتهما لها متعتها وحضورها الذي لا يتغير مع تغير أحوال الفريقين وظروفهما التنافسية.
وشدد أبو رياش، على أن أهمية "الديربي" التاريخية، لا تقلل من الاحترام للأندية الأخرى، خاصة المجتهدة، لا سيما فريق الحسين إربد، الذي يفرض حالة كروية نادرة في الوقت الحالي، واستطاع أن يحاصر "القطبين"، ويفرض نفسه على منصات التتويج المحلية في فترة وجيزة، وشكل هالة جماهيرية تقتضي الوقوف عندها مطولا، عندما أكد أن التخطيط السليم والمال يصنعان الإنجازات الكروية.
وبين المحلل الرياضي طارق غصاب، أن أهمية "كلاسيكو" الفيصلي والوحدات متجذرة في تاريخ المسابقات المحلية، لا تتأثر ببعدهما عن منصات التتويج، أو بمركزيهما على سلم الترتيب، وتلفظها أرقام لقاءات الفريقين بوضوح، لا سيما بالدوري حين التقيا في 94 مواجهة، تفوق الوحدات في 34 لقاء، وفاز الفيصلي بـ33 لقاء، وتعادلا في 27 لقاء، وتوج الفيصلي بلقب الدوري 35 مرة، فيما توج الوحدات 17 مرة.
ووجد غصاب أن امتلاك الوحدات الأمل بالمنافسة على لقب الدوري الغائب عن خزائنه منذ موسم 2020، يزيد من "لهيب" المنافسة والإثارة في "ديربي الجمعة"، موضحا أن الوحدات يبتعد عن المتصدر بفارق 5 نقاط، ولديه مبارتان مؤجلتان، ولا بديل عن الفوز؛ حيث إن "العثرة" تقتل آماله، ويحتاج بالوقت ذاته لمصالحة جماهيره، خاصة أن الفريقين يملكان القواعد الجماهيرية الأكبر محليا.
وزاد: "وهو الحال للفيصلي رغم أنه يعيش ظروفا إدارية وفنية صعبة ويبتعد عن الوحدات بفارق 8 نقاط وعن المتصدر الحسين إربد بفارق 13 نقطة، إلا أن الفوز يعني الكثير لاسترداد ثقة جماهيره الغاضبة، وتاريخيا مهما كانت ظروف الفريقين، إلا أن فوز أحدهما يعد لقبا لدى أنصاره عطفا على سباقهما اللاهب نحو الانتصارات والإنجازات الذي لا ينتهي على أرض المنافسات المحل