عمان- قالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في المنطقة العربية، ليلى بكر، إن الصندوق يعمل وفقا لأربعة محاور رئيسية لحماية النساء والفتيات من العنف في الأزمات في المنطقة العربية، في مقدمتها المناشدة بالحماية، والعمل مع كل الشركاء لتقديم الخدمات والعلاج لحالات العنف وكذلك محو الوصمة التي قد تنتج عن هذا العنف بالتعاون مع الأسر والعائلات.
نجاح تجربة "صندوق الأمم المتحدة للسكان" في الزعتري
وأكدت بكر في مداخلة لها خلال لقاء حواري عقده الصندوق أمس، عبر تقنية الاتصال المرئي بمشاركة عدد من الصحفيين من الدول العربية والأردن،على نجاح تجربة الصندوق في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، قائلة إنها من أكبر نجاحات برامج الصندوق.
وعقد اللقاء الحواري بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الـ 8 من آذار "مارس" كل عام.
وركز الحوار الذي شاركت به "الغد"، على حقوق الرعاية والصحة الإنجابية للنساء في أوضاع اللجوء والأزمات في كل من غزة والأردن واليمن ، وتحت شعار "لجميع النساء والفتيات الحقوق، المساواة والتمكين.
وبينت بكر خلال الحوار والرد على استفسارات الصحفيين، بشأن قطاع غزة وإمكانية تطبيق برامج الصندوق بنجاح فيها على غرار تجارب الأردن في مخيمات اللجوء السورية، بأن المبادئ التي يعمل بها الصندوق على مستوى الخدمات والتعاون مع الشركاء وتوفير المعلومات والدعم النفسي للفتيات والنساء في غزة هو ذاته، منوهة إلى أن الإشكالية في حالة قطاع غزة تتعلق بإمكانية الوصول في هذه الأزمة، مشيرة إلى أن هذه تعتبر واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها الصندوق.
وأكدت بكر، بأن التحدي أيضا في العمل على الأرض في غزة هو القيود التي قد ترافق عمل الصندوق، وأضافت بالقول:" ما يهمنا أن نقدم مساعدة ودعما غير مشروط في التعامل على الأرض ومع الشركاء هناك".
إلى ذلك، استعرضت اللاجئة السورية هبة في مخيم الزعتري للاجئين، تجربتها بالحصول على الرعاية الصحية والإنجابية خلال رحلة اللجوء التي بدأتها العام 2013، عبر الخدمات التي قدمها صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وأوضحت هبة 29 عاما، أنها مرت برحلة علاج طويلة للإنجاب حيث عانت من مشكلات صحية صعبة حالت دون ذلك لسنوات، لكنها أتمت رحلة العلاج عبر العيادات النسائية في المخيم التابعة للصندوق، حتى استطاعت إنجاب طفلها الأول.
وقالت بأن صعوبات عديدة أيضا واجهتها في استكمال تعليمها، حيث قدمت من سوريا وهي مرحلة الثانوية، إلا أنها اضطرت لإعادة الدراسة منذ الصف العاشر في الأردن، حتى استطاعت إتمام دراسة الماجستير.
وعرضت قصة اليمنية رندة، التي واجهت نساء بلدها صعوبات جمّة في الحصول على الرعاية الصحية والإنجابية، ما اضطرها لتعلم مهنة "القبالة" لمساعدة نفسها ومساعدة النساء الأخريات في الوصول إلى الخدمات وتثقيفهن بصحتهن الجنسية والانجابية.
وتحدثت اللاجئة عائشة من مخيم الزعتري للاجئين، التي حضرت للأردن برفقة 6 من الأولاد، عن رحلتها في الرعاية الصحية ومساعدة صندوق الأمم المتحدة للسكان بها عبر خدماته الطبية والنفسية، وسبل تنظيم الأسرة.
وأصدر الصندوق بيانا بالتزامن، أكد على أن صحة وكرامة والحقوق الإنجابية للنساء والفتيات تشكل أهمية بالغة لتحقيق عالم عادل ومنصف، وفي وقت التحديات العالمية من شُح الموارد والمناخات السياسية المتغيرة والهشاشة المتزايدة - يجب أن يظل التزامنا بإنهاء تهميش واستغلال النساء والفتيات ثابتًا.
وقال الصندوق في بيانه، إن المنطقة العربية، حيث تؤثر الأزمات بشكل غير متناسب على النساء والفتيات، لم تكن الحاجة إلى العمل أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وأضاف" إن