الجميع يريدون إعادة المخطوفين، بالتأكيد، من لا يريد ذلك؟ ولكن ليس الجميع يريدون إنهاء الحرب. بدون إنهاء الحرب لا توجد عودة للمخطوفين. ولكن كراهية "خائبي الأمل الذين استيقظوا" لمن يعارضون الحرب أكبر من كراهيتهم للحرب نفسها. هم الأكثر سوءا، هم باردون، متجمدون، منطقهم حاد جدا، نظرتهم تذهب بعيدا جدا. هم واقعيون سياسيون من الرأس حتى أخمص القدم، هزيمة 7 تشرين أول (أكتوبر) فتحت عيونهم. ذات يوم كانوا سذجا، الآن هم يدركون ما لا ندركه نحن، أنه لا يوجد ما يمكن فعله، سواء اتفاقات أو محادثات. ويقولون في الطرف الآخر توجد وحوش.
الذين استيقظوا استهزأوا من المتوفى عوديد لايفشيتس، الذي ساعد من قاموا بقتله في نهاية المطاف. ولكنهم نسوا أنه كان له هدف وهو جلب السلام. هل كان بريئا؟ ربما. ولكن ما هدفهم؟ هل يوجد لهم أي هدف على الإطلاق؟ خائبو الأمل الذين استيقظوا لن يعترفوا بذلك، لكنهم هم العبيد الخاضعون أكثر لـ"التصور اللعين". وماذا عن المخطوفين؟ مع كل الأسف والألم هم دائما في قلوبنا. لا يوجد أي مناص. يجب التضحية بهم.
أيضا الذين يطالبون بوقف الحرب يجب عليهم أن يستيقظوا، هذا استيقاظ من نوع مختلف. صمت صارخ. عندما تمر توابيت الأموات ولا تمنع المزيد من التوابيت، ولا أيضا المظاهرات والاستطلاعات. هي مهمة للمخطوفين ولكنها غير مهمة لمن مصيرهم في يده (نتنياهو)، فهو يهدد باستئناف الحرب وكأن الجيش من ممتلكاته الخاصة والجنود هم دمى. هو سيستمر في اللعب حتى بعد صفارة النهاية، الى أن يسجل هدف النصر. لن يتوقف حتى يحل الظلام، أو حتى إبعاده عن الملعب.
نحن فقط يمكننا إبعاده عن الملعب، وليس الضغط الدولي. استيقظوا. لن يكون مثل هذا الضغط. "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" لم تعد ماركة يحترمها العالم. فهو يرى الانقلاب النظامي ويدرك أنه لا توجد لنا أي مصلحة في السلام، بل فقط ما يهمنا هو الهدوء، وأننا لا نريد العيش بجانب العرب بل نريد قتلهم. وأن الستة ملايين لم يعودوا يتركون لديه أي انطباع. اذا ما الذي سيوقف بنيامين نتنياهو؟.
بالتأكيد ليس دونالد ترامب، أو العم من أميركا، الذي على وجبة العشاء يتبول على السجاد في الصالون، وأقاربه المندهشون يطلبون عدم تصديق ما شاهدناه. أميركا لن توقفه، التي 75 مليونا من مواطنيها قاموا بانتخابه. الدستور المبجل والتوازنات والكوابح المشهورة وفصل السلطات لن تقف أمام ترامب. هو لن يكبح نتنياهو.
فقط نحن، الأقلية الكبيرة والخائفة، يمكننا وقفه. ترامب حطم الايمان بأن أميركا ستفعل من أجلنا ما لا نستطيع نحن فعله. نحن نريد من ترامب إعادة المخطوفين ووقف الحرب. ولكن هذا ليس لأنه لا يريد، بل ببساطة هو لا يهمه. هل سيعودون؟ جيد. سيموتون؟ للأسف، ترامب يحب المنتصرين، المخطوفون هم خاسرون.
نتنياهو يعرف ذلك. هو يعرف كيف يتصرف مع شخص مسن يبحث عن الكرامة. هذا الشخص لا يجب تعليمه كيفية اللعق، هو ليس زيلينسكي. هو المغازل الزلق الذي يرقص مع عجوز ثرية. يصعب عليه الرقص معها. هو يحاول ملاءمة خطواته مع خطواتها. هو يرقص معها بحذر الى حيث يتخيل أنها تريد. لا يوجد أمامه خيار، هي الممولة الثرية وهو من يعيش على حسابها.
ترامب أقوى من نتيناهو، لكن نتنياهو ليس أقل شجاعة منه.
نتنياهو لم يحصل حتى الآن على أي شيء. ومطلوب منه أن يدفع مسبقا، وأن يتنكر لتصريحات سابقة وأن يعارض أوكرانيا. ماذا، ألم نقل إننا معها. صحيح، لكن لا توجد مشكلة. أعطونا لحظة. ها هو يرتب ربطة العنق وشعره ويريد أن تنسوا بأنه ذات يوم، قبل أقل من سنة، أيد سيادة أوكرانيا وسلامة وحدتها الجغرافية.
هو ليس الأول. جورج اورفيل كان قبله.