عمان - يعكس سلوك العطاء عمق القيم الإنسانية في النفس، لذلك عند زراعة هذا الخلق في قلوب الأطفال منذ الصغر لا يتعلمون فقط مساعدة الآخرين، بل ينشأوا كأفراد يحملون روح المسؤولية والرحمة والكرم. في شهر رمضان المبارك تتجلى روح العطاء بأبهى صورها حيث يصبح الإحسان ومساعدة الآخرين جزءا من الحياة اليومية، وهنا تبرز فرصة ذهبية لغرس هذه القيمة الجوهرية في مرحلة بناء الطفل وانطلاقه نحو الحياة، ويكون ذلك من خلال مشاهدتهم لأهلهم وهم يقدمون الصدقات أو يشاركون في موائد الإفطار أو يساعدون المحتاجين هذه التجارب لا تمر مرور الكرام بل تترك بصمة عميقة في وجدان الطفل ليصبح العطاء جزءا من شخصيته في المستقبل. العطاء أسلوب حياة يجسد المعنى الحقيقي للإنسانية وهذا بالضبط ما يربي عليه أبو مهند أطفاله. يقول "عندما نعطي فنحن لا نمنح الآخرين فقط بل أيضا نمنح أنفسنا فرصة لنكون أكثر إنسانية أكثر حبا وأكثر قربا من جوهر الحياة"، لافتا إلى أنه يحرص على تعويد أبنائه تلك القيمة وإقناعهم بأن العطاء لا يقتصر فقط على المال ولا يرتبط بموسم معين ساعيا لأن يكون جزءا من تكوينهم النفسي والوجداني". - العطاء قد يكون بكلمة مواساة ضروري أن يفهم الطفل أن العطاء لا يقاس بحجمه بل بصدقه، فأحيانا تكون كلمة تواسي قلبا مثقلا أو ابتسامة تعيد الروح لمن يعتقد أن الحياة أدارت له ظهرها أو إنصاتا عميقا يطمئن الروح القلقة، هو فرح حقيقي يكمن في رؤية ذلك الأثر في عيون من تمنحهم من وقتك ومشاعرك. ولينا سعيد، تهتم كثيرا بأن يكون العطاء جزءا من حياة الأطفال الذين يعيشون في محيطها لكونه طاقة متدفقة بالحب والرحمة تبني شخصيتهم المستقبلية وتجعلهم ناشرين للخير أينما كانوا. هي تؤمن أن العطاء لا يقف عند حدود الماديات بل يمتد إلى الوقت والحب والاهتمام، فأن تعطي ليس لأنك تملك بل لأنك إنسان، مبينة أن الأجمل من العطاء تربية الطفل على عدم انتظار المقابل وأن تكون السعادة هي المردود على كل ما يقدمه للآخر من إحسان. ولأن الحياة مليئة بالتحديات، ترى لينا أن تعليم الصغار العطاء لفتة صادقة تثبت لكل مهموم أو محتاج أن هناك من يشعر به بل ويقف إلى جانبه. فمن خلال العطاء يتعمق لدى الطفل الإحساس بالتعاطف والرحمة فهو يلمس مباشرة أثر ما يقدمه من خير على الوجوه المتعبة هذه التجربة العملية ترسخ فيه حتما القدرة على فهم مشاعر الآخرين كما تربي فيه الامتنان والرضا. - تعزيز قيم الخير لدى الاطفال ويبين الاختصاصي الاجتماعي الأسري مفيد سرحان أن الإسلام حث على عمل الخير ومساعدة الآخرين والعطف على الفقراء والمحتاجين في جميع أيام السنة، والمسلم بفطرته ميّال إلى عمل الخير وهو جزء من دينه وعقيدته وأخلاقه، قال تعالى: "وما تفعلوا من خير يعلمه الله" وقال تعالى: "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا". وفي شهر رمضان المبارك يتزايد الإقبال على عمل الخير بأشكال متعددة. كفرصة لتعزيز القيم عند الأطفال، وإكسابهم وتعزيز السلوكيات الإيجابية الموجودة عندهم عبر تعزيز أعمال الخير والتعاطف مع الآخرين كبارا وصغار. وينوه سرحان بضرورة حرص الأهل على تربية الأبناء وتحفيزهم على عمل الخير في رمضان عبر اتباع القدوة الحسنة كأفضل وسائل التربية، وأفضل تعليم يكون بالقدوة والممارسة بمعنى الاقتداء بالآباء والأمهات والكبار، وذلك بإشراكهم معهم في ممارسة مساعدة الآخرين وعمل الخير. ومما يسهل على الأهل مهمتهم أن عمل الخير يأخذ أشكالا وصوراً متعددة، بدءاً من إلقاء السلام على جارك وزميلك في العمل أو المدرسة والتبسم في وجهيهما، وتنظيف المسجد أو الحي أو المدرسة أو زيا