عمان - فيما وضع تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم طرد أي فلسطيني من قطاع غزة، نهاية لزوبعة التهجير التي حولت إليها أنظار العالم، رأى مراقبون أن هذا التصريح يفسح المجال أمام المبادرة المصرية لإعادة إعمار القطاع وهي خطة مدعومة عربيا وإسلاميا. وقال الرئيس ترامب خلال مؤتمر صحفي في واشنطن أول من أمس مع رئيس الوزراء الإيرلندي مايكل مارتن، ردا على سؤال صحفي عن خطته لطرد الفلسطينيين من قطاع غزة: "لا أحد سيطرد أي فلسطيني من غزة". وبحسب هؤلاء المراقبين، فإن خطة ترامب منذ البداية، كانت أمرا من الصعب تنفيذه على أرض الواقع، والهدف منها شد الأنظار إلى الصورة التي يريد أن يقدمها ترامب عن نفسه كرئيس قادر على أن يهز العالم بإجراءاته وقراراته. ولمواجهة الخطة الأميركية، صاغت مصر خطة عربية لإعادة إعمار غزة بدون تهجير الفلسطينيين، مع عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع، وهي الخطة التي اعتمدها القادة العرب في القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة الأسبوع الماضي، قبل أن تعتمدها منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع طارئ لتصبح خطة "عربية إسلامية" بشأن غزة. ورفضت إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة الخطة، لكنها حظيت بتأييد بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. شخصية غامضة وفي هذا الإطار، يقول رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد الشنيكات إن من المتفق عليه أن الرئيس دونالد ترامب شخصية يصعب التنبؤ بسلوكها وتصريحاتها، وبالتالي قد تكون تصريحات الأخيرة ضمن هذا السياق. وأضاف الشنيكات: "وربما يكون سبب هذه التصريحات هو المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة الأميركية مع حركة حماس فيما يتعلق بالإفراج عن أسرى إسرائيليين من جنسية أميركية، وبما معناه عدم الإقدام على تصريحات قد تنسف المحادثات الجارية بين الحركة والولايات المتحدة." وتابع: "لكن من جهة أخرى فإن التصريح جاء خلال مؤتمر صحفي بين ترامب ورئيس وزراء إيرلندا التي لديها موقف واضح من الحرب؛ حيث دانتها ودعت إلى إيقاف إطلاق النار، بل ذهبت إيرلندا أبعد من ذلك، وقد يكون الرئيس الأميركي قد اقتنع بما تحدث به رئيس الوزراء الإيرلندي وأثر إيجابيا على ترامب". وزاد: "هناك تفسير آخر، وهو أن تصريحات ترامب المتعلقة بالتهجير السابقة كانت بهدف ممارسة الضغوط القصوى على الدول العربية لجعلها تقدم تنازلات في مواقفها، فيما يتعلق بغزة بحيث تكون أقرب للمواقف الأميركية." واستكمل: "على كل الأحوال، فإن التصريحات الأميركية المتناقضة يجب الحكم عليها على الأرض أي عبر السياسة الفعلية التي تنتهجها الولايات المتحدة، بغض النظر عن التصريحات سلبية كانت أو إيجابية تجاه ملف التهجير، وتجاه وقف إطلاق النار في غزة." وأتم: "حتى الآن، نستطيع القول إن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحديدا، تتمتع بعلاقة خاصة مع اسرائيل، وهناك درجة عالية من التنسيق بين الدولتين فيما يتعلق بإطلاق النار، والتهجير، والأسرى، وغيرها من الملفات، وما تقوم به إداره ترامب هو عقوبات ضد المحكمة الجنائية الدولية، وتزويد إسرائيل بالسلاح بشكل غير مسبوق." وزاد: "وتتجاوز المساعدات ما قدمته الإدارة الأميركية السابقة بكثير، رغم أن إدارة بايدن قدمت مساعدات غير مسبوقة هي الأخرى لإسرائيل مقارنة بإدارات سابقة، وهذه المساعدات اقتصادية وعسكرية، ومساعدات يمكن وصفها بالسياسية من خلال الدعم الأميركي لإسرائيل في المحافل الدولية، وإجهاض العديد من القرارات في مجلس الأمن." تضييق الخيارات من جهته، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبوزيد، إن تصريحات ترامب الأخيرة تشير