إسفنديار خودائي*‏ - (مودرن دبلوماسي) 11/3/2025 تشير الأدلة إلى أن ترامب لا يتبع السياسات الإسرائيلية بشكل أعمى، وهو ما يمثل فرصة لإيران. يكمن فن السياسة في التعرف على هذه الفرص واغتنامها. ويشير تحليل معارك ترامب الاقتصادية والسياسية الأوسع نطاقًا إلى أنه قد يكون على استعداد للتوصل إلى اتفاق مع إيران -بمقايضة القيود النووية بتخفيف العقوبات. * * * بذل الرئيس الأميركي دونالد ترامب العديد من الوعود الكبرى: ضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة؛ وجعل كندا الولاية الأميركية الحادية والخمسين؛ وإخضاع قناة بنما للسيطرة الأميركية؛ ونقل مليوني شخص من غزة سلميًا ووضع القطاع تحت الإدارة الأميركية؛ وطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين من الأراضي الأميركية؛ وفرض رسوم جمركية باهظة على الصين والمكسيك وأوروبا وكندا وشركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة؛ ووقف البرنامج النووي الإيراني -إما من خلال صفقة أو، إذا لزم الأمر، بضربة عسكرية "محدودة".‏ ‏إذا أوفى ترامب بهذه التعهدات الطموحة وغير المسبوقة، سيتم تذكره بلا شك كواحد من أكثر الرؤساء أهمية في تاريخ الولايات المتحدة، حيث سيقف جنبًا إلى جنب مع شخصيات مثل جورج واشنطن وأبراهام لنكولن. ولعل ما يجعل هذه الخطط أكثر إثارة للاهتمام هو أنه وعد بتحقيقها جميعًا من دون اللجوء إلى الحرب -بعد كل شيء، يضع ترامب عينيه على جائزة نوبل للسلام. وإذا طرحت هذه الوعود ثمارها، فسوف تزيد مساحة الولايات المتحدة بأكثر من الضعف، وستصل قوتها الاقتصادية والسياسية إلى آفاق أسطورية، متجاوزة حتى أعظم الإمبراطوريات في التاريخ. وبالنظر إلى هذه التطلعات الكبرى، يصبح تصويت الأميركيين له مفهومًا -يمكن أن يجعل حتى تحويل جزء بسيط من هذه الوعود إلى حقيقة أن يبرر اختيارهم. وتجدر ملاحظة أن العديد من هذه التعهدات لم تظهر إلا بعد فوزه الانتخابي وليس خلال فترة المنافسات الانتخابية.‏ وقد أوفى ترامب مسبقًا ببعض وعوده، أو أنه على وشك الوفاء بها، في حين أن تحقيق البعض الآخر ما يزال غير مرجح إلى حد كبير. فقد أوقف بنجاح حرب غزة، وأثبت أنه رجل عمل -على النقيض من جو بايدن. ويبدو أن الحرب في أوكرانيا تقترب أيضًا من مراحلها النهائية. وفي حين كان إنهاء هذه الحروب بعد سنوات من إراقة الدماء متوقعًا، سيكون من غير العدل التقليل من شأن دور ترامب في هذه التطورات.‏ ‏ومع ذلك، من شبه المؤكد أن بعض الوعود لن تتحقق أبدًا. ففي حين أن التفاوض على اتفاقيات تمنح الولايات المتحدة مزايا معينة في غرينلاند وقناة بنما قد يكون ممكنًا، فإن ضم كندا هو ضرب من الخيال -حتى لو تمت ممارسة ضغط عسكري وتجاري وسياسي على نطاق واسع. وبالمثل، فإن إعادة توطين مليوني غزي، حتى من خلال الحرب والإبادة الجماعية، ليست احتمالاً عمليًا قابلًا للتطبيق. يستطيع ترامب أن يزيد من إفقار غزة وتدميرها من خلال القوة العسكرية، لكن تحويلها إلى "الريفييرا" التي يتصورها يبقى أمرًا غير وارد.‏ كما أن طرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة يعرض تحديات هائلة. وحتى لو نجح ترامب في تأمين الحدود لمنع دخول وافدين جدد، فإن الترحيل الجماعي للقوى العاملة المهاجرة الحالية ستكون له عواقب اقتصادية وخيمة على البلاد. وفي نهاية المطاف، تعتمد العديد من الصناعات في الولايات المتحدة بشكل كبير على العمالة الرخيصة، ويمكن أن يؤدي النزوح الجماعي على نطاق واسع للمهاجرين إلى أزمة اقتصادية.‏ ‏دعونا نذهب إلى وعدين رئيسيين آخرين: (1) وقف البرنامج النووي الإيراني؛ و، (2) معالجة العجز التجاري الأميركي من خلال حرب تجارية تُشن ضد الصين، وأوروبا،