عمان – أعلن مكتب رئيس وزراء دولة الاحتلال صباح أمس، أن بنيامين نتنياهو وجّه فريقه التفاوضي بالاستعداد لاستئناف المحادثات، وذلك عقب تقييم ردود الوساطات الدولية على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الخاص بتنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة.
وحول خلفية القرار، جاء الإعلان بعد أن عقد نتنياهو جلسة تشاور موسعة مع وزراء حكومته وفريق التفاوض وقادة الأجهزة الأمنية، ناقشوا خلالها سُبل التعامل مع ملف المحتجزين.
وتضمّن عرض ويتكوف الإفراج الفوري عن 11 أسيرًا صهيونيا في غزة، وتسليم نصف جثث القتلى الإسرائيليين المتبقين مع استئناف الهدنة.
بيان مكتب نتنياهو يشير لرفض عرض قدمته حماس
وبحسب ما نشرته وكالة رويترز، فإن بيان مكتب نتنياهو يُشير ضمنيًا إلى رفض عرض قدمته حركة حماس الذي نصّ على: الإفراج عن الأسير الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر وإعادة رفات أربعة أسرى قتلى صهاينة.
وتُواصل دولة الاحتلال التمسك بشروطها رغم الضغوط الدولية، بينما تُصر حماس على ربط أي اتفاق بإنهاء الحرب وتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع.
مناورات من نتنياهو
وفي هذا السياق، أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية الأردنية د. بدر الماضي، أن الإدارة الأميركية الحالية تحاول جاهدة أن تحيد التعنت الإسرائيلي إلى حد ما "ليس بالشكل الذي نتوقعه".
وأضاف الماضي أن واشنطن لا تستطيع أن تتحمل الصلف الإسرائيلي إلى ما لا نهاية في موضوع قطاع غزة، ويبدو أن الرئيس الأميركي يعد ملف غزة شبيها لملفات أخرى يحاول إنهاءها خاصة عند الحديث عن الملف الأوكراني الروسي بحيث إنه يريد أن يحكم في 4 سنوات قادمة دون وجود صراعات دولية إسرائيلية.
وتابع أن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو يحاول أن يستخدم هذه الحرب والتهديد بالعودة لها كجزء من المناورات التي يقوم بها من أجل الحفاظ على قدرته بالعودة كرئيس وزراء في الكيان الصهيوني ونجاح حزبه في الانتخابات القادمة.
واعتبر أن نتنياهو يحاول أن يعيد البوصلة إلى حزبه وتياره السياسي الذي فقد الكثير بسبب حرب غزة، بخاصة في قضية تبادل الأسرى، ويبدو أن هناك تململا كبيرا جدا من النخب السياسية والإعلامية والأكاديمية الموجودة في دولة الاحتلال جراء عدم القدرة على إنهاء الحرب ومن عدم رغبة نتنياهو في إنهاء هذه الحالة خدمة لمصالحه الشخصية.
واختتم حديثه بالتأكيد أن الولايات المتحدة قادرة على إيقاف الحرب كما ستأخذ واشنطن في الاعتبار مخرجات القمة العربية الصادرة عن الموقف العربي في سبيل إنجاز صفقة شاملة بإنهاء حالة الحرب، وذلك يتطلب مرونة كبيره من حركة حماس.
طروحات مختلفة
بدوره، أكد المحلل السياسي د. عامر السبايلة أن المقترح الأميركي سيبقى هو الخيار الوحيد لجميع الأطراف إلى أن تصل الأمور إلى نقطة النهاية وهي مسألة الإفراج عن جميع الأسرى.
وأوضح السبايلة أنه بالتالي يمكن الحديث أن الطروحات يمكن أن تكون مختلفة "ومن الصعب الاعتقاد أن تنجح أي طروحات دبلوماسية لأنها ستصطدم في الشرط الإسرائيلي والأميركي بخروج حماس وتسليم سلاحها وبالتالي جعل غزة منطقه خالية من السلاح.
فترة انتقالية من مرحلتين
إلى ذلك، قال المحلل السياسي الفلسطيني جهاد حرب، إن هذا المقترح قد يهيئ لحدوث انفراجة بالذهاب إلى فترة انتقالية بين المرحلتين الأولى والثانية المنصوص عليهما في اتفاق الهدنة.
وفسّر حرب ذلك بأن تكون تمديدا للمرحلة الأولى من حيث تطبيق البروتوكول الإنساني، وبدءاً في المرحلة الثانية من حيث تغيير معادلة تبادل الأسرى، ووجود ضمانات للبدء في المفاوضات على تفاصيل المرحلة الثانية المنصوص عليها وعلى المبادئ ا