شادي سمحان
في خطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين، قدم جلالته مجموعة من الرسائل الهامة التي تمس مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية في المملكة، بالإضافة إلى قضايا الأمة العربية والإسلامية. ففي هذه المناسبة، ركز الملك على أهمية التحديث السياسي وتعزيز دور الأحزاب والبرلمان، مشدداً على ضرورة الرقابة البرلمانية لضمان تنفيذ برامج الإصلاح. كما أكد على ضرورة الاستمرار في التحديث الاقتصادي ورفع معدلات النمو، وتعزيز دور الشباب والمرأة في بناء المستقبل. وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، أعاد الملك التأكيد على أن القدس والمقدسات ستظل أولوية أردنية هاشمية، مشيراً إلى دور الأردن المحوري في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة. كما وجه الملك رسالة تقدير لقواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية، مشيداً بتضحياتهم وجهودهم المستمرة في حماية الوطن والأمة. جاء خطاب جلالة الملك ليعكس رؤية واضحة لمستقبل الأردن، مع تأكيده على الهوية الوطنية الثابتة والانتماء العربي، في وقت حساس يتطلب تعزيز التعاون الوطني والدوليلتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقةأبرز هذه الرسائل تشمل: التحديث السياسي وتعزيز الديمقراطية أكد جلالة الملك أن مشروع التحديث السياسي هو نقطة انطلاق جديدة في مسيرة المملكة، ويهدف إلى تعزيز دور الأحزاب السياسية البرامجية، وزيادة مشاركة المرأة والشباب في الحياة السياسية. دعوة للنواب والأعيان إلى التنافس على البرامج والأفكار بدلاً من التنافس الشخصي، وأن تكون الممارسة البرلمانية قائمة على النزاهة والشفافية. التزام الرقابة على تنفيذ التحديث أكد الملك على ضرورة أن يتحمل النواب والأعيان مسؤولية الرقابة على الحكومة لضمان تنفيذ مسارات التحديث السياسي والاقتصادي، وأشار إلى أن لا خيار للأردن سوى التقدم نحو المستقبل وتوفير حياة كريمة للمواطنين. التحديث الاقتصادي ورفع معدلات النمو شدد الملك على أهمية استمرار العمل في رؤية التحديث الاقتصادي، التي تهدف إلى إطلاق إمكانات الاقتصاد الوطني وزيادة معدلات النمو في السنوات القادمة. تحدث عن ضرورة تحديث القطاع العام لتصبح الإدارة العامة أكثر كفاءة وقدرة على تقديم خدمات نوعية للمواطنين. التأكيد على الهوية الأردنية والمبادئ الثابتة أكد جلالة الملك على أن مستقبل الأردن لن يكون خاضعاً لسياسات لا تلبي مصالحه أو تتجاوز مبادئه الثابتة. شدد على حفاظ الأردن على هويته الوطنية الراسخة، مشيراً إلى أن البلاد ستظل تسير في مسارٍ يحفظ إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإسلامي. القضية الفلسطينية والقدس وجه الملك رسالة قوية حول أن القدس ستظل أولوية أردنية هاشمية، وأكد على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. أكد أن الأردن سيستمر في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين ويدعو لتحقيق السلام العادل الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويمنح الأمان للجميع. العدوان على غزة والجهود الإنسانية أكد الملك أن الأردن يقف بكل صلابة ضد العدوان الإسرائيلي على غزة والاعتداءات في الضفة الغربية، مشيراً إلى التحركات الدبلوماسية العربية والدولية لوقف الحرب. أشاد بتضحيات الأردنيين في تقديم الدعم الإنساني، من خلال مساعدات طبية وغذائية، واعتبر أن هذه المساعدات هي جزء من الواجب الأخلاقي والإنساني. التقدير للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية وجه الملك رسالة تقدير لفريق القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، مؤكداً أنهم مصدر فخر واعتزاز للأردن والأمة العربية. أشاد بجهودهم في الدفاع عن الوطن والأمة، وتقديم الدعم في الأزمات الإنسانية. الاستمرار في البناء والتقدم اختتم الملك الخطاب برسالة تفاؤل، حيث أكد على أن الأردن سيستمر في البناء نحو مستقبل أفضل، وأن المستقبل مشرق بفضل الإيمان والعزيمة، مشيراً إلى أن فصولاً جديدة ستكتب في مسيرة المملكة.
.