يارا بادوسي
على الرغم من التحديات العديدة التي يشهدها قطاع السياحة في الأردن ، إلا أن التحركات الحكومية نحو معالجة هذه التحديات تعتبر خجولة إلى حد ما فالسياحة التي تعد واحدة من أهم ركائز الاقتصاد الوطني، تتطلب اهتماما حثيثا وقرارات جريئة وخاصة في وجهات تعتبر العمود الفقري لصناعة السياحة الأردنية كـ المثلث الذهبي الذي يضم البترا، ووادي رم، والعقبة.
نعلم أن الأحداث الإقليمية في المنطقة، مثل الحرب على غزة والأوضاع في لبنان، وما تبعها من اضطرابات في حركة الطيران، لها تأثير كبير على السياحة ، إلا أن هذه الأزمات يجب أن تكون دافعا وليس عذرا، بل يستدعي الأمر إطلاق خطط بديلة تضمن استدامة القطاع السياحي، فمن غير المنطقي أن تبقى الفنادق وأصحاب المنشآت السياحية يعانون دون رؤية واضحة أو تدخل ملموس من الحكومة.
وهذا الحال يولد لدينا تساؤل مهم: لماذا لا يقوم رئيس الوزراء بجولات ميدانية إلى المناطق السياحية لتقييم الوضع بشكل مباشر؟
القيام بجولات ميدانية ليس فقط وسيلة لتفقد أحوال القطاع، بل هو رسالة طمأنة للقطاع الخاص والمستثمرين أن الحكومة تقف بجانبهم .
تعتبر مناطق المثلث الذهبي ركيزة أساسية للسياحة الأردنية، والتحديات التي يعاني منها القطاع السياحي حاليا لا يمكن حلها عبر ر الاجتماعات المغلقة أو المؤتمرات الصحفية و الحل يبدأ عبر الميدان، حيث يمكن للمسؤولين أن يشاهدوا الواقع بعينهم، ويتفاعلوا مع العاملين في القطاع، ويستمعوا إلى مقترحاتهم فالسياحة تحتاج إلى خطط بديلة تأخذ بعين الاعتبار التحديات الحالية كـ إطلاق حملات لتشجيع السياحة الداخلية كما ذكرت سابقا في عدة مقالات، و تقديم حوافز لأصحاب المنشآت السياحية لتحمل أعباء الأزمة؟
كما أن التركيز على تسويق المثلث الذهبي كوجهة سياحية مستدامة للسياح المحليين والعالميين يمكن أن يكون خطوة نحو تقليل التأثير السلبي للأزمات الخارجية.
بالتالي ، قطاع السياحة بحاجة إلى تكريس كامل الجهود ، ليس فقط كرافد اقتصادي، بل كأداة لتعزيز صورة الأردن عالميًا و جولات رئيس الوزراء قد تكون البداية لتغيير هذه الصورة، وإطلاق حوار حقيقي مع العاملين في القطاع السياحي لحل مشاكله، ودعم استدامته.
المصدر : الأنباط
.