طهران أكدت أنها «ستدرس إرسال قوات إذا طلبت دمشق»
القلعة نيوز- أكدت إيران أنها «ستدرس إمكانية إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك»، بينما اتفقت مع العراق وروسيا على دعم الجيش السوري، وحكومة بشار الأسد.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحات صحافية، إن بلاده ستدرس إمكانية إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك. وأضاف عراقجي: «إذا طلبت الحكومة السورية من إيران إرسال قوات إلى سوريا فسندرس الطلب»، وحذر من أن «تمدّد» ما وصفها بـ«المجموعات المسلحة» في سوريا «ربما يضرّ بالدول» المجاورة، مثل العراق والأردن وتركيا أكثر من إيران.

من جهته، حثّ رئيس الأركان الإيراني دول الجوار السوري على «منع حصول المسلحين على دعم».

وذكر التلفزيون الإيراني، الثلاثاء، أن رئيس أركان الجيش محمد باقري أكد ضرورة تحرك الدول المجاورة لسوريا لمنع حصول «الجماعات المسلحة هناك على الدعم». وحذَّر باقري من أن تحرك المسلحين في سوريا «خطوة أولى لسيناريو خطير بالمنطقة». ووصف باقري التطورات في سوريا بعد وقف إطلاق النار في لبنان بأنها «مؤامرة» أميركية - إسرائيلية تهدف إلى «إضعاف سوريا وحلفائها ومحور المقاومة».

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن باقري، بعد محادثات هاتفية منفصلة مع وزير الدفاع الروسي ورئيسي أركان الجيشين العراقي والسوري،أن الأطراف «اتفقت على دعم الحكومة السورية الشرعية بشكل قاطع، وتم الاتفاق على اتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم الجيش السوري».

وكانت إيران قد دعت المجتمع الدولي إلى مراقبة تحركات الفصائل السورية المسلحة، وحثّت الحكومة في دمشق على تقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد ما وصفته بـ«الإرهاب».

وقال عراقجي، الثلاثاء، خلال اجتماع وزراء دول «منظمة التعاون الاقتصادي»، إنه «يجب أن نكون حذرين من تحركات الإرهابيين في سوريا».

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن عراقجي، أن «تحركات المسلحين في سوريا جاءت بدعم من أميركا وإسرائيل، بالتزامن مع إعلان وقف النار في لبنان».

ودعا الوزير الإيراني «دول المنطقة إلى التنسيق لمراقبة التحركات في سوريا، وإظهار رد فعل فوري وفعال من المجتمع الدولي».

ومن المفترض، أن يجتمع في الدوحة، وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا في إطار «عملية أستانة»، يومي السابع والثامن من ديسمبر (كانون الأول) الحالي لمناقشة الملف السوري.

شكوى في مجلس الأمن
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن تحركات الفصائل المسلحة السورية «مخالِفة للقرارات الدولية، وأن على دمشق تقديم شكوى إلى مجلس الأمن لإدانة دول تساعد الإرهاب»، على حد تعبيره.

وقال بزشكيان، خلال مقابلة بثّها التلفزيون الإيراني، إنه «من المفترض أن يتم عقد اجتماع مع الدول المؤثرة لحل مشكلة سوريا»، وتابع: «سأعقد اجتماعاً مع الرئيس الروسي بشأن التطورات في سوريا في المستقبل القريب».

وكان الكرملين قد أعلن، الثلاثاء، أن «الترتيبات جارية لزيارة الرئيس الإيراني، لكن لا توجد مؤشرات حتى الآن حول الموعد المحتمل لها».

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: «لم يتضح بعد ما إذا كانت الزيارة ستتم هذا العام، وذكر في الوقت نفسه أنه من الممكن الاتفاق على موعدها في وقت سريع للغاية».
«فصائل لا تمثل المعارضة»
ورأى علي أصغر خاجي، كبير مستشاري وزير الخارجية للشؤون السياسية، أن تحركات الفصائل المسلحة في سوريا تهدف إلى «تغيير التوازن في المنطقة».

وقال أصغر خاجي، خلال محادثات مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة لشؤون سوريا غير بيدرسون، إن «محور المقاومة لن يسمح بتحقيق الأهداف الشريرة في سوريا».

ودعا الدبلوماسي الإيراني إلى «ضرورة الوقف الفوري لهذه الهجمات العسكرية التي تشنها الفصائل السورية»، وشدد على «مسؤولية المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب».
معادلة القوة في سوريا
إضافة إلى ذلك، وصف المتحدث باسم «الحرس الثوري» علي محمد نائيني، الفصائل السورية المسلحة بأنها «لا تمثل المعارضة».

وقال نائيني، خلال تأبين كيومرث بور هاشمي، أحد المستشارين الإيرانيين الذين قُتلوا أخيراً في سوريا، إن «المسلحين في سوريا جزء من أجندة أميركية – إسرائيلية، وهم بقايا تنظيمات متطرفة».

وقُتل بور هاشمي، الملقَّب بـ«الحاج هاشم»، في حلب بهجوم شنّه مسلحون من فصائل سورية، وفقاً لوكالة «تسنيم».

وتهدف «التحركات المسلحة» في سوريا، وفقاً لنائيني، إلى تغيير معادلة القوة في المنطقة، ومواجهة محور المقاومة، وخلق جبهة جديدة لإضعاف النظام الحليف في سوريا.

وأشار المسؤول في «الحرس الثوري» الإيراني إلى أن «الجيش السوري ومحور المقاومة سرعان ما سيردان بشكل قوي على الاعتداء الجديد في سوريا».

وكان «الحرس الثوري» الإيراني، حسين سلامي، قد صَرَّحَ مطلع الأسبوع، بأن من وصفهم بـ«الخاسرين» في حربي غزة ولبنان وراء الهجمات في سوريا، وفقاً لما نقله التلفزيون الرسمي.
الشرق الاوسط
.