ميساء أحمد المواجدة
خلال ما يزيد عن مئة عامٍ من عمر الدولةِ الأردنيّةِ والأردن يتصدّر المشهد بكل الاتجاهات.
دولة محدودة الموارد الاقتصاديّة، لكنّها غنيّة بمواردها البشريّة، فكانت الإنجازات على مختلف الصعد. 
دولة يحكمها الهاشميّون أحفاد الرسول عليه الصلاة والسلام، فكانت مسؤوليتهم تجاه العديد من القضايا العربية والإقليمية، وهو ما ألقى عليهم مسؤوليات جِسامٍ في إطار البعد الديني لهم، فكان رسالتهم الإنسانية التي وَصلت أنحاء العالم بأسره.
هو الأردن الذي يتنقل دوماً بين محركٍ ومؤثرٍ على السياسات العربيّة والدوليّة، وموجهٍ للبوصلة تجاه القضايا المركزيّة والمحوريّة عندما تغيبُ عنها الأنظار، إضافة إلى شحذِ همم دول المنطقة والإقليم للعبِ دور إنساني للوقوف إلى جانب الشعوب العربيّة.

الأردن ومن خلال الهيئة الخيرية الهاشميّةِ تمكنَ من تحريك  الفعاليات الخيرية التطوعية والتعاون معها في الداخلِ والخارج لترجمة دوره الإنساني  بما يضمن ترسخ معاني الخير، وتعميق مفاهيم العدالة والتكافؤ على المستويات الوطنية والعربية والإسلامية والدوليّة، وتقديم  المساعدات الإنسانيّة الطارئة والفورية؛ وفقا لنظرة إنسانيّة شاملة  تنسجم مع العلاقات الدوليّة الواسعة للمملكة الأردنيّة الهاشميّة.
ومنذ إندلاعِ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة قبل 441 يوماً، هبّ الأردن للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ليسيرُ على عهده في الوقوف إلى جانب فلسطين وأهلها، عبر ما يزيد عن مئة عام، منذ أيام المغفور له الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه وحتى عهد الملك المعزز عبد الله الثاني ابن الحسين، مروراً بعهد كل من الملك المؤسس جلالة المغفور له الملك عبد الله الأول بن الحسين وجلالة المغفور له الملك طلال طيب الله ثراه، وجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه..

المواطن الأردني اليوم يفتخرُ بأن وطنه بقيادته الهاشميّة الحكيمة يُسيّرُ نحو 150 شاحنة مساعدات لقطاع غزة أسبوعياً. 

ويجدد المواطن الأردني فخره واعتزازهِ بأنَّ إجمالي الشاحنات  التي أرسلها إلى قطاع غزة حتى تجاوزت 5000 شاحنة بريّة، إضافة إلى إرسال 53 طائرة عبر مطار العريش في جمهورية مصر الشقيقة، و124 إنزالاً جوياً أردنياً، و266 إنزالاً بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة، و8 طائرات عامودية.

وكذلك الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، الذي هبَّ الأردن بإرسال المساعدات الإنسانية له؛ بشكل فوري بعد إنهيار نظام الأسد المخلوع؛ ليرسل ما يزيدٍ عن 250 طن من المساعدات. كما كان موقف الأردن المشرّف في تقديم الدعم و الإسناد إلى الأهل في لبنان عبر إرسال ما يزيد عن 14 طائرة تحملُ مساعداتٍ إنسانيّةٍ؛ لدعم بعض القطاعات في لبنان لتجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها جراء النقص في تلك المواد، انطلاقاً من واجبهِ الإنساني والقومي. وقبل أيام أرسلَ الأردن 62 ناقلة جندٍ إلى لبنان ، ضمن المساعدات العسكريّة للمساهمة في تعزيز القدرات الدفاعيّة للجيش اللبناني، ولتمكينه في تحقيق الأمن والاستقرار.

 إرسال المساعدات الإنسانيّة والطبيّة والإغاثيّة في إطار مساندة الأشقاء في الخارج، لدعمهم ومساندتهم، يعكس بذلك عمق العلاقات والروابط الأخوية التي تجمع الأردن بهم.

وتستمرُ المملكة الأردنيّة الهاشميّة، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، في طرق كافة الأبواب الدوليّة والإقليميّة لتقديم الدعم اللازم لأهلنا في قطاع غزة، وتعزيز صمودهم أمام التحديات الراهنة.
.